الأحد، 9 يناير 2022

رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ وآكِلٍ غير حامد مثل عربي ومنه لنا عبرة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ وآكِلٍ غير حامد

مثل عربي ومنه لنا عبرة

أماني كثيرة ورغبات تتسع وسعي لأهداف يرغب في نوالها ويأبى الله إلا ما أرادا . ورحمه الله الإمام الشافعي حيث قال :

يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ .. وَيَأبى اللَهُ إِلّا ما أَرادَ .

قيل : إن أول من قال وآكِلٍ غير حامد :  النابغة الذبياني، وكان وفَدَ إلى النعمان بن المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عَبْس يقال له شقيق، فمات عنده، فلما حبا النعمانُ الوفودَ بعث إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوَفْد، فقال النابغة حين بلغهُ ذلك: ربَّ ساعٍ لقاعد، وقال للنعمان:

أبقيْتَ للعَبْسِيِّ فَضْلاً ونعْمَةً ... ومَحْمَدَةً من باقيات المَحَامِدِ

حباء شقيق فَوْقَ أعْظُمِ قَبْرِهِ ... وكان يُحْبَى قبلَه قبرُ وافِدِ

أتى أهْلَهُ منه حِبَاءٌ ونعمة ... ورُبَّ امرئ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ

وقالوا: إن أول مَنْ قال رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ ذلك معاوية ابن أبي سفيان، وذلك أنه لما أخَذَ من الناس البيعةَ ليزيد ابنهِ قال له: يا بني، قد صيرتك وليَّ عهدي بعدي، وأعطيتك ما تمنيت، فهل بقيَتْ لك حاجة أو في نفسك أمر تحب أن أفعله؟ قال يزيد: يا أمير المؤمنين، ما بقيَتْ لي حاجة ولا في نفسي غُصَّة ولا أمرٌ أحبُّ أن أناله إلا أمر واحد، قال: وما ذاك يا بني؟ قال: كنت أحِبُّ أن أتزوج أم خالد امرأةَ عبد الله بن عامر بن كريز، وهي هِنْدَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فهي غايتي ومُنْيَتي من الدنيا، فأمر عمرو بن العاص أن يكتب إليه يشير عليه بالوفادة على أمير المؤمنين معاوية لعله يعمل له في تزويج هند بنت معاوية. فخف لذلك ابن عامر حتى وصل إليه. فأزلفه معاوية وقربه، ثم غفل عنه، فساء ذلك عبد الله بن عامر، وشكا أمره إلى عمرو بن العاص. فقال له عمرو: إنه كره أن يدخل ابنته على ضرة فطلق أم خالد، فطلقها، وأقام أياماً؛ فقال له معاوية: غن أهل البصرة تواترت كتبهم يذكرون اضطراباً في البلد، وأمره بالعود إلى عمله، ووعده بإنفاذ ما ابتدأه، فانصرف ابن عامر. فلما انقضت عدة أم خالد بعث معاوية أبا هريرة إلى المدينة يخطبها على يزيد. فلما دخل المدينة بدأ بالمسجد فصلة، وألم بالقبر فسلم ودعا ثم مال إلى حلقة الحسن والحسين فسلم وقعد. فسألوه: فيم قدمت؟ فأخبرهم، فقال له الحسن: اذكرني لها، فمضى حتى استأذن على أم خالد، وخبرها بما بعث له، وبما أوصاه به الحسن. فقالت: بأيهم تشير يا عماه؟ قال: أرددت الأمر إليّ؟ قالت: نعم. قال: فأرى أن لا تؤثري أحداً على من رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح فاه ويلثم ثناياه، يعني الحسن رحمه الله. وبلغ الخبر معاوية فقال  : " رب ساعٍ لقاعد ... واسلمي أم خالد "

ونحن نقول : يا رب دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــ

مجمع الأمثال – للميداني (1/ 299)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الرغب الأصفهاني(1/ 602)

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (ص: 558)

 

عبد الله بْن عَامِر بْن كريز بْن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي،

ابْن خال عُثْمَان بْن عَفَّان ، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأتى بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير، فَقَالَ: هَذَا شبهنا ، وجعل يتفل عَلَيْهِ ويعوذه، فجعل عَبْد اللَّهِ يتسوغ ريق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنه لمسقى، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر لَهُ الماء. قيل: لما أتي بعبد الله بْن عَامِر بْن كريز إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لبني عبد شمس: هَذَا أشبه بنا منه بكم، ثُمَّ تفل فِي فِيهِ، فازدرده، فَقَالَ: أرجو أن يكون مسقيا، فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 932)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق