الأربعاء، 12 يناير 2022

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من مدن الأندلس قرطبة

كان ثالث مدن الأندلس من حيث الأهمية قبل الفتح العربي الإسلامي ، فأصبحت في العهد الأموي عاصمة لهم . تقع على نهر الوادي الكبير فتحها طارق بن زياد هو ومغيث الرومي بسبعمائة فارس فقط حيث ساعدهم السكان الأسبان الذين كانوا يحقدون على مستعمريهم من القوط.

اتسعت مساحتها بعد أن غدت عاصمة لتبلغ عدد بيوتها أكثر من مائتي ألف بيت وستمائة مسجد ما بين كبير وصغير ، وخمسون مستشفى للمرضى وثمانون مدرسة عامة ، وتسعمائة حمام سوقي ووصل عدد سكانها لمليون . مسجدها الكبير مازال باقيا من أكبر المساجد في العالم الإسلامي حيث استغرق يناؤه ما يزيد عن قرنين بدأه عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) وظل خلفاؤه يزيدون عليه بالطراز نفسه وقد ضم المسجد 38 صحنا في جانبه الأيمن و29 صحنا في جانبه الأيسر والأعمدة ما تزال باقية حتى اليوم وهي ألف وممائتا عمود من الرخام وله من الجهة الجنوبية 19باباً مبطن بصفائح من النحاس ( النحاس الذي تصنع من المدافع ) وتتدلى من سقفه أربعة آلاف قنديل . كان يصرف لها من الزيت ألف رطل سنويا . ومائة وعشرون رطلا من العنبر والعود وتبلغ مساحة المسجد الكلية 12189 مترا مربعا .

كانت شوارع قرطبة جميعها مضاءة ليلا ومظيبة بما يلقى فيها من الزهور . زاشتهرت مدارها الجامعة شهرة طبقت الآفاق حيث تخرج منها عدد لا يحصى من فحول العلماء وفي كل علم وكا بها دار للكتب تحتوي ستمائة ألف مجلد .

من أعلامها أبو بكر بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي أحد الأئمة المتأخرين في علوم القرآن والحديث والنحو واللغة وغيرها . وممن ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد البر أبو عبد الملك . سقطت قرطبة حين تمزقت الأندلس وذلك سنة633هـ  1236م .

قال ياقوت الحموي : قُرْطُبَةُ: كلمة فيما أحسب عجمية رومية ولها في العربية مجال يجوز أن يكون من القرطبة وهو العدو الشديد، وقيل : القرطبا السيف كأنه من قرطبه أي قطعه:

وهي مدينة أعظم مدينة بالأندلس قرطبة وليس لها في المغرب شبيه في كثرة الأهل وسعة الرقعة، ويقال: إنها كأحد جانبي بغداد وإن لم تكن كذلك فهي قريبة منها، وهي حصينة بسور من حجارة ولها بابان مشرعان في نفس السور إلى طريق الوادي من الرصافة والرصافة مساكن أعالي البلد متصلة بأسافله من ربضها، وأبنيتها مشتبكة محيطة من شرقيّها وشماليها، وغربها وجنوبها فهو إلى واديها وعليه الرصيف المعروف بالأسواق والبيوع، ومساكن العامة بربضها، وأهلها متموّلون متخصصون وأكثر ركوبهم البغلات من خورهم وجبنهم أجنادهم وعامتهم، ويبلغ ثمن البغلة عندهم خمسمائة دينار، وأما المائة والمائتان فكثير لحسن شكلها وألوانها وقدودها وعلوها وصحة قوائمها،

ــــــــ

معجم البلدان (4/ 324)

فتوح البلدان (ص: 228)

مروج الذهب ومعادن الجوهر - المسعودي(1/ 183)

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق