الثلاثاء، 23 يونيو 2020

مللت فأنا لا أشتهي أن أسمع

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مللت فأنا لا أشتهي أن أسمع

فإذا لم يكن المستمع أحرص على الاستماع من القائل على القول، فكيف يمكن له أن يبلغ القائل في منطقة أو يرتقي لفهمه ، وكيف له أن يتفاعل مع ما يقول . ثم كيف له أن يدرك الخلل في قوله ، إن كان استماعه اتصف باللامبالاة .

وتتزايد المشكلة حين  لا تشتهي أن تسكت أنت ، وأنا لا أشتهي أن أسمع. وهنا وحتى البلاغة تقف على رفعة منزلتها عاجزة محتارة . ومن المعلوم أن إدراك الكلمة يفيد في الحكم على المتكلم . قيل : وسمع أعرابي رجلا يقرأ سورة براءة فقال: ينبغي أن يكون هذا آخر القرآن. قيل له: ولم؟ قال: رأيت عهودا تنبذ.

فكيف بمن نبذ العهد وأخلف المودة أن يقبل عليك فيسمعك . سماع يدرك فيه ما ترمي وما تريد

قد يكون من أهلك وقد يكون من أصدقائك إن خاطبته بالسلام ، رد عليك بقول : يعني عبتسبني

ورحم الله أبو ذؤيب الهذلي حيث قال :

أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ  .. وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً .. مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً .. إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ

فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ .. أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا

أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً .. بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ

سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ .. فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ .. وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ

وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ .. فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ

حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ .. بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ

لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر .. أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ

وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ .. وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ

وَليَأتِيَنَّ عَلَيكَ يَومٌ مَرَّةً .. يُبكى عَلَيكَ مُقَنَّعاً لا تَسمَعُ

وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ .. أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ

يا رب فرج عنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق