الثلاثاء، 23 يونيو 2020

حديث أبي شجرة السلمي ابن الصحابية الْخَنْسَاءِ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا مع سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

في المعرة عندنا يقولون : الأسى ما بينتسا

حديث أبي شجرة السلمي ابن الصحابية الْخَنْسَاءِ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا مع سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

صحيح أن الإسلام يجب ما قبله وما ذاك إلا بعد أن يصحح المرء مسيرته في حياة ليطوي فيها صفحة كان الشيطان قائده

أما أن تبقى في النفس حسرة ذات أثر على ماض مطلي بالسواد فذلك أمر لا بد من تقويمه لتستقيم أمور المرء في حياته

أبو شجرة السلمي وكان من فتاك العرب واسمه سليم بن عبد العزى، وأمه الخنساء الشاعرة، وكان يسكن البادية. أتى عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يستحمله ، فقال له عمر: ومن أنت? فقال: أنا أبو شجرة السلمي، فقال له عمر: أي عدو نفسه، ألست القاتل حيث ارتددت:

ورويت رمحي من كتيبة خالدٍ ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا

وعارضتها شهباء تخطر بالقنا ... ترى البيض في حافاتها والسنورا

ثم انحنى عليه عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بالدرة، فسعى إلى ناقته فحل عقالها وأقبلها حرة بني سليم بأحث السير هرباٌ من الدرة، وهو يقول: قَدْ محا الإسلام ذلك يا أمير الْمُؤْمِنِين ثم هرب وهو ينشد :

قد ضن عنها أبو حفص بنائله ... وكل مختبط يوماٌ له ورق

مازال يضربني حتى خذيت له ... وحال من دون بعض الرغبة الشفق

ثم التفت إليها وهي حانية ... مثل الرتاج إذا ما لزه الغلق

أقبلتها الخل من شوران مجتهداٌ ... إني لأزري عليها وهي تنطلق

وَكِدْتُ أَتْرُكُ أَثْوَابِي وَرَاحِلَتِي ... وَالشَّيْخُ يُضْرَبُ أَحْيَانًا فَيَنْحَمِقُ

ويروى أنه كان يرمي المسلمين يوم الردة فلا يغني شيئاٌ، فجعل يقول:

ها إن رميي عنهم لمعبول ... فلا صريح اليوم إلا المصقول

ثم حسن إسلامه . وكان غفر الله له ورحمه ، إذا ذكر عمر ترحم عليه ويقول: ما رأيت أحدا أهيب من عمر رضي الله عنه.

ترى وهل سننسى من أساء لوطنه وأهله ؟

هل سنمحو من ذاكراتنا من كان سببا في خراب بيوتنا ؟

يا رب عليك بهم ، ذلهم فقد راموا إذلالنا .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

فتوح البلدان (ص: 103)

الكامل في اللغة والأدب (1/ 304)

الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 172)

=============

يستحمله: يسأله أن يحمله على ركوبه.

أن أعمرا : ومعناه أن أفعل ذلك بكتيبة عمر.

شهباء: من الشهبة: وهو بياض في خلاله سواد. وتخطر، من الخطران؛ وهو الاهتزاز.

الشفق: من الإشفاق، وهو الخوف.

وكل متخبط يوما له ورق :أي كل مسؤول فله فضل يسيده، ونوال يوليه وأصل في الشجرة انك تختبطها ببعضها ونحوها

حرَّة شَوران : سُلَيم فِي عالية الْحجاز . والحرة الصحراء ذات الحجارة

المعبول: الْمَرْدُود

السنورا : عظم حلق الفرس

المصقول : السيف .  كانَ يَرْمِي عَدُوَّهُ فَلا يُغْنِي الرَّمْيُ شَيْئاً، فقاتَلَ بالسَّيْفِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق