الثلاثاء، 23 يونيو 2020

في كل واد بنو سعد وين من رحت بتصبح فيك

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

في كل واد بنو سعد

وين من رحت بتصبح فيك

هكذا كان يقال عندنا في المعرة . والعرب في الجاهلية كانت تقول : "أينما أوجه ألق سعداً" ومن الأضبط بن قريع نتعلم وقد عد من أقدم من قال الحكمة شعرا عند العرب في الجاهلية فعمر أبياته زادت عن ألف سنة .

للدلالة على ثبات الحال ، وسوء الطالع . "وأصبحنا على ما أمسينا ". "ودق المي ، وهي مي ". الكل قد شغله تفكير تعداد صور وأشكال البلاء والقلة القليلة من يشغلها التفكير في مخرج منه . وأقل منهم من أشار للطريق الذي لا بد من سلوكه للخروج إلى ساحة الفرج . وتنهال الأسئلة على ساحات التفكير . أما الأجوبة فتستبعد لأنها تستوجب تغييرا في السلوك .

كان  الأضبط بن قريع "رئيس تميم يوم ميط". و سيد سعد في الجاهلية، وكانوا يشتمونه ويؤذونه، حسداً ، فانتقل إلى حي آخر، فوجدهم يشتمون سادتهم ويؤذونهم، وسار بأهله حتى نزل بقوم آخرين، فإذا هم يفعلون بأشرافهم كما كان يفعل به قومه من التنقص له والبغي عليه، فارتحل عنهم وحل بآخرين، فإذا هم كذلك، فلما رأى ذلك انصرف وقال: ما أرى الناس إلا قريباً بعضهم من بعض، فانصرف نحو قومه وقال: "أينما أوجه ألق سعداً" . أي في كل واد ألق بني سعد أو مثل بني سعد . وأنشد :

لكلِّ ضيقٍ مِنَ الهُمومِ سَعَهْ ... والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فلاحَ مَعَهْ

ما بالُ مَنْ غَيُّهُ مُصيبُكَ لوْ ... يَملِكُ شيئاً من أمْرِه وَزَعَهْ

أذودُ عنْ حَوْضِه ويَدْفَعُني ... يا قومُ مَنْ عاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ

حَتَّى إذا ما انْجَلَتْ عَمايَتُهُ ... أقْبَلَ يَلْحى وغَيُّهُ فَجَعَهْ

قدْ يَرْقَعُ الثَّوبَ غَيرُ لابِسهِ ... ويَلْبَسُ الثَّوبَ غَيرُ مَنْ رَقَعَهْ

فاقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ ما أتاكَ بهِ ... مَنَّ قرَّ عَيْناً بِعَيْشِه نَفَعَهْ

وصِلْ حِبالَ البَعيدِ إنْ وَصَلَ الْـ ... حَبْلَ وأقْصِ القَريبَ إنْ قَطَعَهْ

ولا تُهينَ الفَقيرَ عَلَّكَ أنْ ... تَرْكَعَ يَوْماً والدَّهْرُ قدْ رَفَعَهْ

القضية هي قضية المحاولة أما الثبات فلا يغير حالا . وما أكثر من يتشدق بالصبر والحض عليه ، ولكن هل الصبر يعني السكون ؟ . هل كان صبر سيدنا أيوب دون المحاولة الدائبة للبحث عن زوال العلة ؟. حين نبزل ما نستطيع ، حينها يحق لنا أن نتحلى بالصبر ونستمطر الفرج . إلا أننا نريد فرجا ونحن على ما نحن عليه .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــ

البيان والتبيين (3/ 223)

أمثال العرب – الضبي (ص: 49)

سمط اللآلي في شرح أمالي القالي – للبكري (1/ 326)

======

المُسْيُ: اسْمٌ من الإمساء،

الصبح: اسمٌ من الإصباح،

الفلاح هنا: البقاء والعيش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق