الثلاثاء، 23 يونيو 2020

قل ما شئت فلن تَفِرّ مِنَ الْقَدَرِ وحكاية جرت لرجل من المعرة منذ أيام تدل على عجائب القدر

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

قل ما شئت فلن تَفِرّ مِنَ الْقَدَرِ

وحكاية جرت لرجل من المعرة منذ أيام تدل على عجائب القدر

قال الشيخ علي الطنطاوي دخل علينا صديق ونحن في مجلس ليخبرنا بأن ابن الأستاذ زياد الزحلاوي قد وقعت من الطابق السادس فأثر فينا الخبر وصورة تمزق اللحم وقد اختلط بالعظم قد أحاطت بتصورنا . وأردف الرجل فقطع صمتنا ضحكه ليتبادر إلى أذهاننا أن مزحة ثقيلة ولكنه قال : إنها لم تصب بشيء . نعم حبال الغسيل بين الشرفات ومن طابق إلى أخر وفي النهاية سقطت على كومة رمل صبتها صباح اليوم سيارة . ومع استغرابنا قال من نقل الخبر : وصبي كان يدوس على مكتب أبيه فرأى صورة معلقة على الجدار فقفز يريدها فوقع على رأس وتوفي على إثرها .

ويقول الشيخ الطنطاوي وأنا رأيت الترام وقد انكسر مقوده فانحط من المنحدر الهائل عند الجسر في دمشق وامرأة واقفة بين خطّية وقفت وكأن رجلاها سمرت في الأرض والوقت أضيق من أن يتسع لإنقاذها . وتنحرف الحافلة قبل وصولها لتصطدم بجدار من ضعيفاً لبن فتقل قوما كانوا وراءه . ويقول الطنطاوي رحمه الله : ورأيت مرة بعيني شبابا يمشون تحت فندق (عدن بالاس ) في دمشق فرفع أحدهم رأسه فجأة فرأى شيئاً يهوي فتناوله وإذا هو صبي رضيع وقع من شُبّاك الفندق . وهبطت أمه كالمجنونة وهي امرأة من حماة .

أقول وفي مدينة حماة رجل من آل الشردوب يقطن حماة هو وعائلته منتظراً كسواه من أهل سوريا ينتظر الفرج من رب العالمين ليعود إلى بيته في معرة النعمان بن بشير الأنصاري . اسمه بسام الشردوب . يزيد عمره عن خمس وخمسين سنة ، أعرفه ويعرفه الكثيرون ولا سيما أبناء الحي الغربي . منذ ثلاث أسابيع ومن شرفة البيت في الطابق السادس يسقط بسام لتتلقاه أكبال الكهرباء من طبقة لأخرى وليعود بالسير على قدماه لم يمسه أذى . وقد التقطت الكميرا  المثبتة في الشارع الحادث لثبت لنا حكمة القدر .

والفيديو مرفق بالمنشور لمن شاء أن بشاهده

فهل علمنا حكمة القدر ؟

نحن قوم متكلون على الله لا متواكلون عليه

نُجِدّ ونعمل ونسعى ونبذل الجهد ثم لا نحزن إن فشلنا ولا نيأس إن لم نصل إلى ما نريد . نحن مع القدر كمن يجتاز طريقا مزدحماً بالسيارات فإن تذكر حوادثها وأخطارها لم يستطع أن يتقدم خطوة ، وإن اعتقد أن بمقدوره رد خطرها لم يسلم منها . فمن انتبه وحذر فهو العاقل . فإن نجا حمده الله على نجاته وإن أصيب تذكر أن لم يقصر وإنما هو حكم القدر

وفيما نحن فيه من بلاء ليس لنا أن نقصر في دفعه ليرفع عنا .

ليس لنا أن نقف متفرجين . وكأننا أعمدة ليس لها أن تتحرك .

نبزل ما نستطيع وننتظر بعدها الفرج الفرج

يا رب سلمنا وسلم بنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــ

صور وخواطر : علي الطنطاوي ص 121

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق