الثلاثاء، 23 يونيو 2020

الغالب بالشر هو المغلوب

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الغالب بالشر هو المغلوب

ولهذا لا يسرك أن تغلب بالشر ، وعاقبة الأمور هي المعول عليها في نهاية الأمر . فقد يمتلك المرء من الحجة وإن كانت باطلة ما يمكنه من تصوير الباطل حقا والحق باطلا ،قال حذيفة بن بدر لرجل: أيسرّك أن تغلب شر الناس، قال: نعم. قال: لن تغلبه حتّى تكون شرا منه. وأحسن من ذلك من كانت حجة في خير وكانت عاقبتها الخير فقد روي أن عبد الله بن عباس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قدم على معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  وعنده زياد أخيه ؛ فرحب به معاوية وألطفه وقرب مجلسه ولم يكلمه زياد شيئا فابتدأه ابن عباس وقال: ما حالك أبا المغيرة! كأنك أردت أن تحدث بيننا وبينك هجرا. قال: لا، ولكنه لا يسلم على قادم بين يدي أمير المؤمنين. فقال له ابن عباس: ما ترك الناس التحية بينهم بين يدي أمرائهم. فقال له معاوية: كف عنه يا بن عباس، فإنك لا تشاء أن تغلب إلا غلبت.

قد تصيب فتقتل فتدخل النار ترى فهل فزت بما فعلت . في غزوة الأحزاب مناوشات كانت تحدث بين المسلمين وبين الأحزاب يفصلهم الخندق وكانوا يقدمون رماتهم فيرمون. فرمى حبان بن العرقة سعد بْن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  بسهم فأصاب أكحله فَقَالَ: خذها وأنا ابن العرقة! فَقَالَ لَهُ سَعْدُ : عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ وتوفي سيدنا سعد ويبقى السؤال من الذي غلب .

واليوم ترى من سعى وكان أداة في تدمير بلده وتشريد أهل وزيادة في السوء عد ذلك نصراً وانتصاراً

على صفحات الشبكة تجد أهل التحريض على القتل وأهل السباب والشتم ينالون من الإعجاب مما يلفت النظر .

ترى فهل يحصد الاعجاب وكثرة المعجبين نصرا ؟

أهؤلاء هم من يسعى للأمن والأمان ورفع البلاء ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام (2/ 227)

الطبقات الكبرى – ابن سعد (2/ 52)

العقد الفريد (1/ 17)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني (1/ 465)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق