الثلاثاء، 23 يونيو 2020

نتحلى بإظهار المودة ، ونمكر بظهر الغيب

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

نتحلى بإظهار المودة ، ونمكر بظهر الغيب

نفاق لا أكثر ، والنفاق له صورتان إظهار ما لا نبطن وهنا فمنافقي أهل المدينة المنورة أنموذج دال على إظهار الجميل المتمثل في الإسلام وإخفاء الكره ، والسعي من خلاله كسلوك يحكم حياة من نافق .

أما الصورة الأخرى للنفاق وهي الأقل ظهوراً كنفاق أبي العلاء غفر الله له . فقد ذكر بعض أهل العلم أنه أبطن اليقين وأظهر الشك .

ولكن هل ينفع النفاق صاحبه ؟ واقع الحال يدل على عكس لأن الحب والكره لا يجتمعا فإن قدر واجتمعا أذهب الكره الحب إلى درجة أن يقتله . ورحم الله شريحٌ القاضي حيث قال :

فإنَّي رَأَيْتُ الحُبَّ في القَلْبِ وَالأَسَى ... إذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَلْبَثِ الحبُّ يَذْهَبُ

وأقصى ما ينال المنفاق المنفعة الآنية الزائلة . فهناك من يظهر بر أبوه ليقال عنه ( مرضي ) وأخرون حب وطنهم ليقال عنهم الأبرار . إلا أن فلتات حياتهم تظهر مذهبهم وهو أنهم في حلف واحد مع إبليس والنهاية إلى جنهم وساءت مصيرا . أنشد أبو سعيد الضرير لبعض الضّبّيين

ألا ربّ من يغتابني ودّ أنّني ... أبوه الذي يدعى إليه وينسب

فبالخير لا بالشرّ فاطلب مودّتي ... وأيّ امرىء يغتال منه التّرهّب

بشرى لمن نافق في بر والديه أو في محبته لأهل وطنه

بشرى لمن نافق فأظهر حبه وسعى لخرابه

جهنم تنتظركم فهنيئا لكم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوحشيات = الحماسة الصغرى – حبيب بن أوس الطائي (ص: 185)

عيون الأخبار – ابن قتيبة الدينوري(2/ 21)

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق