الثلاثاء، 23 يونيو 2020

طبق علينا المثل بنعرف وبنحرف ومن سيرة اليهود كما قصها القرآن الكريم نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

طبق علينا المثل بنعرف وبنحرف

ومن سيرة اليهود كما قصها القرآن الكريم نتعلم

يُحَرِّفون الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ويُبَدِّلون كَلَامَ اللَّهِ

قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أن اليهود قَالُوا لِمُوسَى: يَا مُوسَى، قَدْ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَأَسْمِعْنَا كَلَامَهُ حِينَ يُكَلِّمُكَ. فَطَلَبَ ذَلِكَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى فَقَالَ: نَعَمْ، مُرْهم فَلْيَتَطَهَّرُوا، وَلْيُطَهِّرُوا ثِيَابَهُمْ وَيَصُومُوا فَفَعَلُوا، ثُمَّ خَرَجَ بِهِمْ حَتَّى أَتَوُا الطَّوْرَ، فَلَمَّا غَشِيَهُمُ الْغَمَامُ أَمَرَهُمْ مُوسَى أَنْ يَسْجُدُوا، فَوَقَعُوا سُجُودًا، وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ تَعَالَى، فَسَمِعُوا كَلَامَهُ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ، حَتَّى عَقَلُوا عَنْهُ مَا سَمِعُوا. ثُمَّ انْصَرَفَ بِهِمْ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا جَاءُوهُمْ حَرَّف فَرِيقٌ مِنْهُمْ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ، وَقَالُوا حِينَ قَالَ مُوسَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ ذَلِكَ الْفَرِيقُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ: إِنَّمَا قَالَ كَذَا وَكَذَا خِلَافًا لِمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنَّ مِنْهُمْ فَرِيقًا يُحَرِّفون الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ويُبَدِّلون كَلَامَ اللَّهِ، وَيُزِيلُونَهُ عَنِ الْمُرَادِ بِهِ، ليُوهِموا الْجَهَلَةَ أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ كَذَلِكَ، وَيَنْسُبُونَهُ إِلَى اللَّهِ، وَهُوَ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا وَافْتَرَوْا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} مثل ذلك نقلهم أمر الله الذي طلب منهم أن يقولوا: «حطة» فقالوا: «حنطة» وحين خرج بهم يوشع بن نون عَلَيْه السَّلام- من أرض التيه إلى العمران حيال أريحا في فلسطين وكانوا أصابوا خطيئة فأراد اللَّه- عز وجل- أن يغفر لهم وكانت الخطيئة أن مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- كان أمرهم أن يدخلوا أرض أريحا التي فيها الجبارون فلهذا  قال لهم: قولوا حطة، فَلَمَّا دخلوا فعل  المحسنون منهم ما أمروا به وقَالَ الآخرون: هطا سقماثا يعنون حنطة حمراء

ولذلك عندما كانوا يأتون إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كانوا يقولون: راعنا ليا بألسنتهم. وكان المفروض أن يقولوا راعينا. . ولكنهم قالوا راعنا من الرعونة. . والله تعالى نبه المؤمنين برسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ألا يقولوا مثلهم. فقال جل جلاله: {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظرنا} . أي اتركوا هذه الكلمة نهائيا، هذا لبس الحق بالباطل. إذن فاليهود ألبسوا الحق بالباطل. والإنسان لا يلبس الحق بالباطل. إلا عن معصية قصدها .

واليوم فالحق أبلج للعيان ونحن نباعد من وجب علينا مقاربته

نصغي للعدو ونصم آذاننا عن الصديق

نروج لأعدائنا ترويج المحب لمن أحب . ولا لشيء لنخرج وكأننا على حق والباطل يغلفنا

غايات نلبسها لباس الطهر ونضفي عليها القدس . ومنا من يقول : الله ورسوله قد أمرنا بها .

والأعجب أن تسمع من يقول : هيك الله بدّو

فهل من أمر الله علينا تخريب أوطاننا وهلاك أهلنا ؟

وحتى أعاديك ليس علي إلا أن أجمع عيوب الدنيا والصقها بك ظلما وزورا

ــــــــــــــــــــــــ

تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 110)

تفسير ابن كثير (1/ 307)

تفسير الشعراوي (5/ 3009)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق