الثلاثاء، 29 مارس 2016

الخليفة العباسي المتوكل ناصر السُنَّة

الخليفة العباسي المتوكل ناصر السُنَّة
يمنعه إحقاق الحق من الانتصار لنفسه
تتنوع الظروف وتتبدل المواقف
هناك من نثق به وقد ساق لعلمنا أنا فلاناً وهو من خالفنا وخالف أبانا وجدنا
أخبروني – وللعلم -  نحن في منتهى القوة ، بموقف نتخذه
وقد أمكنتنا الظروف من هذا الذي عادانا رياسة أو فكراً أو ربما تأكدنا من أنه أساء إلينا وذوينا
شتمهم وشتمنا مثلاً
وهنا يتبادر إلي سؤال
نتحقق أم نتصرف
كَتَبَ رَجُلٌ رُقْعَةً إِلَى المتوكل يقول: يا أمير المؤمنين إن أحمد ( الإمام أحمد بن حنبل ) يَشْتُمُ آبَاءَكَ وَيَرْمِيهِمْ بِالزَّنْدَقَةِ. فَكَتَبَ فِيهَا الْمُتَوَكِّلُ:
أَمَّا الْمَأْمُونُ فَإِنَّهُ خَلَطَ فَسَلَّطَ النَّاسَ عَلَى نَفْسِهِ
وَأَمَّا أَبِي الْمُعْتَصِمُ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلَ حَرْبٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالْكَلَامِ
وَأَمَّا أَخِي الْوَاثِقُ فَإِنَّهُ اسْتَحَقَّ مَا قِيلَ فِيهِ
ثم أمر أن يضرب الرَّجُلُ الَّذِي رَفَعَ إِلَيْهِ الرُّقْعَةَ مِائَتَيْ سَوْطٍ، فأخذه عبد الله بن إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ فَضَرَبَهُ خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ.
فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَةُ: لِمَ ضَرَبْتَهُ خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ؟
فَقَالَ: مِائَتَيْنِ لِطَاعَتِكَ ومائتين لطاعة الله
وَمِائَةً لِكَوْنِهِ قَذَفَ هَذَا الشَّيْخَ الرَّجُلَ الصَّالِحَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ.
البداية والنهاية – ابن كثير (10/ 340)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق