الاثنين، 14 مارس 2016

لعلي تعلمت من سيدنا عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

لعلي تعلمت من سيدنا عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مما أعتز به في حياتي أنني كنت أحضر حفلات تخرج حفظة القرآن الكريم في مدينة دمشق ما أمكنني ذلك ، وأذكر رئيس اللجنة شيخ قراء بلاد الشام حسين خطاب إمام مسجد الثريا ، إلا أن الحفلة كانت تقام في مسجد زيد بن ثابت في حي الفحامة ، ما يميز حفظة القرآن في تلك اللحظات اللباس الأبيض الذي يؤتديه ، والذي وحدهم زياً كما وحدهم كتاب الله قلباً ، وربما تجاوز العدد الصف الأول والثاني ، مشهد لا تصفه الأقلام ، بل تصفه القلوب
الحفلة موضوعها تهنئة الحفظة بما نالوه من رفعة في الدنيا ، وبما ينتظرهم في الآخرة بكرمه الله تعالى
مرة قلت نفسي كل سنة أخرج من المولد بلا حمص ، فاخرج مرة بفائدة
فهداني الله لأمر وأنا أصافح الحفظة مع الناس أن ظفرت بأحد الحفظة وهو طفل لم يتجاوز الثامنة حملته قبلته ، وقلت أرجوك متوسلا أن تذكرني بدعوة ، لمن أكرمك بحفظ كتابه ، تبسم ثم حرك شفاهه بدعاء منعني تزاحم الناس عن ادركه كاملا
وهنا أنا لست أقارن نفسي بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا لي بمكان وطئه عمر
ولكني أتمثل قول شهاب الدين السهروردي :
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم * إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قد سمع من رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قوله : «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ وتوفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ويستمر عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثمان سنين إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ يسَأَلَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مُرَادٍ؟
حَتَّى أَتَى أُوَيْسٍ، سنة ثمان عشرة - وللعلم كان بمقدوره أن يرسل إليه يطلبه ولكنه لم يفعل لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال : يأتي ويسأله عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرِ بن مراد قال: نعم، قال: كان بِكَ بَرَصٌ فَبَرِأْتَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، ويسأله عمر الاستغفار فيسْتَغْفِرْ له .
ويسأله عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيَن تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ فَقَالَ: أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا فَيَسْتَوْصِي بِكَ، فَقَالَ: لأَنْ أَكُونَ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ
---------------------
- صحيح مسلم (4/ 1969)
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (4/ 255)
- تاريخ الإسلام ت تدمري (1/ 386)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق