في الدعوة للحق لك أن تختار
أن تكون أولاً أو آخراً ؟
رأساً أم ذَنَباً
إرهاق النفس بالتفكير بما يجري ومن ثم أسبابه ، وتوقع نتائجه ،
لنجرج بعدها بأحد أمرين لوم نوجهه للآخرين ، هكذا أو هكذا ، نبعد به اللوم عن
أنفسنا كي نتنفس الصعداء بوسوسة الشيطان ( يا أخي والله مو طالع بإيدنا شيء )
نعم قد لا تسعفنا القدرة تجاه أمر ما
قد لا ننجح حتى في النصح في قضية تهم الناس
ولكن إن عجزت عن حمل ناءت به قوتك ، لتعلم أن آخراً ، ربما منح قوة
قد تسعفك
لا تقل ترى هل يفعل ؟ إذا ستبقى ثابتا ساكناً ، أو ستتخلى عن حمل
يهمك لتسير خاويا دون شيء ، وتنساح في تلفظ الآهات
بركة خان ابن عم هولاكو غيرته كلمة سمعها من كثيرين دون أثر ، إلى
أن وجد من يقولها بصيغة أو نبرة أو حالة ، أثرت حينها بنفسه، فانقلب مسلماً قاتل
التتر أنفسهم ، قاتل هولاكو وانتصر عليه
أكثم بْن صيفي الحكيم لما سمع بظهور رسول اللَّه صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم أراد أن يأتيه فمنعه قومه.
توجه لقومه بأقل القليل ، وهي الكلمة ، ولكنها الصادقة ، والصدق
مفعوله كالسحر : يَا قَوْمُ أَرَاهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَيَنْهَى
عَنْ مَلائِمِهَا، فَكُونُوا فِي هَذَا الأَمْرِ رُؤَسَاءً، وَلا تَكُونُوا
أَذْنَابًا، وَكُونُوا فِيهِ أُوَّلا وَلا تَكُونُوا فِيهِ أُخَّرًا
--------
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (2/ 370)
- الكامل في التاريخ (1/ 556)
- تلقيح فهوم أهل الأثر (ص: 329)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق