يغلب على المرء طبع أهله
والكرم والبخل نقيضان
حكى بعض أهل الأدب قال: كنت في سفر فضلك عن الطريق فرأيت بيتا في
الفلاة فأتيته، فإذا به أعرابية فلما رأتني قالت: من تكون؟
قلت: ضيف. قالت: أهلا ومرحبا بالضيف، إنزل على الرحب
والسعة
قال: فنزلت فقدمت لي طعاما فأكلت، وماء فشربت، فبينما
أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت
فقال: من هذا؟
فقالت: ضيف.
فقال: لا أهلا ولا مرحبا ما لنا وللضيف، فلما سمعت كلامه
ركبت من ساعتي وسرت فلما كان من الغد رأيت بيتا في الفلاة فقصدته، فإذا فيه
أعرابية فلما رأتني قالت:
من تكون؟
قلت: ضيف، قالت: لا أهلا ولا مرحبا بالضيف ما لنا
وللضيف؟
فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني
قال: من هذا؟ قالت: ضيف.
قال: مرحبا وأهلا بالضيف. ثم أتى بطعام حسن فأكلت وماء
فشربت فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت
فقال:مم تبسمك؟ فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الأعرابية
وبعلها وما سمعت منه ومن زوجته
فقال: لا تعجب إن تلك الأعرابية التي رأيتها هي أختي وإن
بعلها أخو امرأتي هذه، فغلب على كل طبع أهله.
ثمرات الأوراق في المحاضرات - الأبشيهي (2/ 248)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق