نحنا
أولاد شحشبوا والكذب
من
حكايا الظلم والظلمة
أقول
كثيرون هم من لا زالوا يعتقدون أن الديك يبيض
ولكن
أن يلد الحصان عجلا ! فو الله لا جرأة لأحد على قولها
ولا
غرابة ففي زماننا أضحى الذئب يأكل العشب ، ولا عجب فأمه شاة غنم
والظالم
ربما ظن أنه بموقعه يقلب ، ما يشاء ، لما يشاء
ويذكرني
ما ذكرت بحكاية كانوا أهلنا يقصونها علينا كي نبتعد عن الكذب والكذب ذوآبة الظلم
وهي
حكاية أولاد شحشبوا : وهؤلاء كانوا يقولون نحن أولاد شحشبوا والكذب لا نعرفه بس
نحنا نُحمل البرغوث قنطار وبالطلعة نركبه - ولا تستغربوا - برغوثنا بالبحر ما بغوص
لركاكيبو ( القصد للركبة )
وروى
عكرمة مولى ابن عباس : أنه كان في بنى إسرائيل قضاة ثلاثة ، قضوا ما شاء الله أن
يقضوا فبعث الله مَلَكا على فرس فمر على رجل يسقى بقرة معها عجل ، فدعا المَلَك
العجل فتبع العجل الفرس، فجاء صاحبه ليرده فقال: يا عبد الله! عجلي وابن بقرتي،
فقال المَلَك: بل هو عجلي وابن فرسي، فخاصمه حتى أعيا، فقال: القاضي بيني وبينك،
قال: لقد رضيت، فارتفعا إلى أحد القضاة فتكلم صاحب العجل فقال له: مر بي على فرس
فدعا عجلي فتبعه فأبى أن يرده. قال: ومع الملك ثلاث درأت لم ير الناس مثلها، فأعطى
القاضي درة وقال: اقض لي، فقال: كيف يسوغ هذا؟
فقال:
نرسل العجل خلف الفرس والبقرة فأيهما تبعها فهو ابنها، ففعل ذلك فتبع الفرس فقضى
له.
فقال
صاحب العجل: لا أرضى، بيني وبينك القاضي الآخر، ففعلا مثل ذلك
ثم
أتيا الثالث فقصا عليه قصتهما، وناوله الملك الدرة الثالثة فلم يأخذها، وقال لا
أقضى بينكما اليوم، فقالا: ولم لا تقضى بيننا؟
فقال:
لأني حائض، فقال الملك: سبحان الله!! رجل يحيض!؟.
فقال
القاضي: سبحان الله! وهل تنتج الفرس عجلا؟ فقضى لصاحب البقرة.
فقال
الملك: إنكم إنما ابتليتم، وقد رضى الله عنك وسخط على صاحبيك.
--------------
- البداية
والنهاية – ابن كثير (9/ 246)
***********
·
القنطار في المعرة ثلاثمائة وعشر كيلو
غرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق