الاثنين، 14 مارس 2016

نحنا أولاد شحشبوا والكذب ومن حكايا الظلم والظلمة

نحنا أولاد شحشبوا والكذب
من حكايا الظلم والظلمة
أقول كثيرون هم من لا زالوا يعتقدون أن الديك يبيض
ولكن أن يلد الحصان عجلا ! فو الله لا جرأة لأحد على قولها
ولا غرابة ففي زماننا أضحى الذئب يأكل العشب ، ولا عجب فأمه شاة غنم
والظالم ربما ظن أنه بموقعه يقلب ، ما يشاء ، لما يشاء
ويذكرني ما ذكرت بحكاية كانوا أهلنا يقصونها علينا كي نبتعد عن الكذب والكذب ذوآبة الظلم
وهي حكاية أولاد شحشبوا : وهؤلاء كانوا يقولون نحن أولاد شحشبوا والكذب لا نعرفه بس نحنا نُحمل البرغوث قنطار وبالطلعة نركبه - ولا تستغربوا - برغوثنا بالبحر ما بغوص لركاكيبو ( القصد للركبة )
وروى عكرمة مولى ابن عباس : أنه كان في بنى إسرائيل قضاة ثلاثة ، قضوا ما شاء الله أن يقضوا فبعث الله مَلَكا على فرس فمر على رجل يسقى بقرة معها عجل ، فدعا المَلَك العجل فتبع العجل الفرس، فجاء صاحبه ليرده فقال: يا عبد الله! عجلي وابن بقرتي، فقال المَلَك: بل هو عجلي وابن فرسي، فخاصمه حتى أعيا، فقال: القاضي بيني وبينك، قال: لقد رضيت، فارتفعا إلى أحد القضاة فتكلم صاحب العجل فقال له: مر بي على فرس فدعا عجلي فتبعه فأبى أن يرده. قال: ومع الملك ثلاث درأت لم ير الناس مثلها، فأعطى القاضي درة وقال: اقض لي، فقال: كيف يسوغ هذا؟
فقال: نرسل العجل خلف الفرس والبقرة فأيهما تبعها فهو ابنها، ففعل ذلك فتبع الفرس فقضى له.
فقال صاحب العجل: لا أرضى، بيني وبينك القاضي الآخر، ففعلا مثل ذلك
ثم أتيا الثالث فقصا عليه قصتهما، وناوله الملك الدرة الثالثة فلم يأخذها، وقال لا أقضى بينكما اليوم، فقالا: ولم لا تقضى بيننا؟
فقال: لأني حائض، فقال الملك: سبحان الله!! رجل يحيض!؟.
فقال القاضي: سبحان الله! وهل تنتج الفرس عجلا؟ فقضى لصاحب البقرة.
فقال الملك: إنكم إنما ابتليتم، وقد رضى الله عنك وسخط على صاحبيك.
--------------
-       البداية والنهاية – ابن كثير (9/ 246)
***********

·        القنطار في المعرة ثلاثمائة وعشر كيلو غرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق