الجمعة، 11 مارس 2016

ونسأل عن سر الهموم

ونسأل عن سر الهموم
والنبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا لسبيل الهَمْ فعن بيان بن الحكم ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَصَّرَ الْعَبْدُ فِي الْعَمَلِ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالْهَمِّ "
لا ونستعذب الحديث أمام الناس بوصف ما نعاني من كثرة الهموم
ولو سألت لوجدت عجبا
جُلَّ الهموم وفي أصلها الحسد عافانا الله تعالى
هَمٌ في ترقية لمنصب يشغله غيرنا ، وآخر بلوغ حدا من الثراء كما هو عند فلان
نشغل أنفسنا باستقصاء عيوب الخلق ، نطمع في اسقاطهم والتسلق لنعلوا من خلال السقوط
فإنك لن تستطرد الهمّ بالمنى ... ولن تبلغ العليا بغير المكارم
ولقد الحسد يضعف اليقين ، ويسهر العين، ويكثر الهمّ.
وقد تقول أليس الفقر والعوز هَمّاً
أجيب صحيح ولكني أقول : كُلَّمَا زَادَ العّبْدُ فِي الْعَمَل زَادَ اللهُ فِي الْعَطَاءِ
فأحسن عملك وأتقنه ولتعلم أن حجم الأجر وارتفاعه ليس بمؤشر على كفاية الحاجة
فلقد جاء رجل لأبي حنيفة رحمه الله يسأله أن يُحدث صاحب عمله في رفع أجرته ، فسأله أبو حنيفة رحمه الله ، كم يعطيك فأجاب أربعة دراهم 0 فقال أبو حنيفة ، قل له أن يعطيك ثلاثة فقط 0
عاد الرجل أدراجه وهو على ثقة بمن سأل وأخبرصاحبه عمله أن ينقص أجره درهما
وبعد مدة عاد الرجل ليرجو أبا حنيفة زيادة في الأجر ، ويجيب أبا حنيفة قل له أن ينقصك درهما ففعل الرجل
ولكنه لم يعد ، فسأل عنه أبو حنيفة فوجده في خير وهناءة عيشه
وباشره القول إني أتقضى درهمين ، ولقد وجدت فيهما سعة وبركة
وكأن أبا حينفة يوجهنا لأمر جد هام في حياتنا وهي مساواة الأجر لحجم العمل وأن الإخلال في ذلك قد يذهب البركة ويورث الهم ، ورحم الله القائل :
فكن دافناً للشر بالخير تسترح ... من الهم إن الخير للشر دافن
وأختم بالقول وبذكر شكل آخر من الهموم يتحلى بها الرجال زينة وشهامة ومرؤة كالهموم العامة والسعي لإيجاد الحلول لها

وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( اللهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بِك مِن الهَمِ والحَزَن والعَجِز والكَسلِ والجُبن والبُخل وظَلعِ الدَّينِ وغَلبة الرِّجال )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق