الثلاثاء، 6 أبريل 2021

عُرْوَة بن الزبير بن العوّام أول من دون في السيرة النبوية الشريفة كان في صبره يفوق كل تصور

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عُرْوَة بن الزبير بن العوّام

أول من دون في السيرة النبوية الشريفة

كان في صبره يفوق كل تصور

وكان عروة بن الزبير رحمه بحرا لا يكدره الدلاء . وهو أحد فقهاء اهل المدينة السبعة ، وهم: سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار. هو أبو عبد الله بن الزبير بن العوام ، وأبوه الزبير بن العوام أحد الصحابة العشرة المشهود لهم بالجنة. وأم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ذات النطاقين وإحدى عجائز الجنة . تتلمذ على خالته عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها وأرضاها . وكان من عباد قريش فقد كان يقرأ كل يوم ربع القرآن ينظر في المصحف نظرا بالتدبر والتفكر فيذهب فيه عامة يومه ثم يقوم تلك الليلة به على التدبر والتفكر حتى يذهب عامة ليله به ما ترك ورده من الليل الا ليلة قطعت رجله . رَوَى عَنْ: أَبِيهِ الزُّبَيْرِ، وَطَائِفَةٍ كبيرة من الصحابة . وَكَانَ ثَبْتًا حَافِظًا فَقِيهًا عَالِمًا بِالسِّيرَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمَغَازِي. وكان يقول رحمه الله لَقَدْ رَأَيْتَنِي قَبْلَ مَوْتِ عَائِشَةَ بِأَرْبَعِ حِجَجٍ وَأَنَا أَقُولُ: لَوْ مَاتَتِ الْيَوْمَ مَا نَدِمْتُ عَلَى حديثٍ عِنْدَهَا إِلا وَقَدْ وَعَيْتُهُ. وَلَقَدْ كَانَ يَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْحَدِيثُ فَآتِيهِ فَأَجِدُهُ قَدْ قَالَ، فَأَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فَأَسْأَلُهُ عَنْهُ؛ يَعْنِي إِذَا خَرَجَ. ومن صبره فَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ : إِنَّ أَبَاهُ خَرَجَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، وَجَدَ فِي رِجْلِهِ شَيْئًا فَظَهَرَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، ثُمَّ تَرَقَّى بِهِ الْوَجَعُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، اقْطَعْهَا. قَالَ: دُونَكَ، فَدَعَا لَهُ الطَّبِيبَ وَقَالَ لَهُ: اشْرِبِ الْمُرْقِدَ. فَلَمْ يَفْعَلْ، فَقَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ السَّاقِ، فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ يَقُولَ: حَسِّ حَسِّ. فَقَالَ الْوَلِيدُ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هذا. وأصيب عروة في ذلك السَّفَرِ بِابْنِهِ مُحَمَّدٍ؛ رَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فِي إِصْطَبْلٍ، فلم يسمع مِنْهُ كَلِمَةً فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} اللَّهُمَّ كَانَ لِي بَنُونَ سَبْعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَأَبْقَيْتَ لِي سِتَّةً، وَكَانَ لِي أطرافٌ أَرْبَعَةٌ فَأَخَذْتَ طَرَفًا وَأَبْقَيْتَ ثَلاثَةً، فَإِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: كَانَ أَبِي يَسْرُدُ الصوم، ومات وهو صائم، ثم جَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: افْطِرْ، فَلَمْ يُفْطِرْ . ابتعد عن الفتن التي جرت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وما تلاها . وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ أَبِي مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ وَحَفَرَ بِئَارَهُ، دَعَا جَمَاعَةً فَأَطْعَمَهُمْ. وَعَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ قَصْرَهُ بِالْعَقِيقِ قَالُوا: جَفَوْتَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ مَسَاجِدَهُمْ لَاهِيَةً، وَأَسْوَاقَهُمْ لاغِيَةً، وَالْفَاحِشَةَ فِي فِجَاجِهِمْ عَالِيَةً، فَكَانَ فِيمَا هُنَالِكَ عَمَّا هُمْ فِيهِ عَافِيَةً. واحتفر بالمدينة بئرا. يقال لها: بئر عروة. ليس بالمدينة بئر أعذب منها.

وهو أحد من تحققت أمنياتهم فقد اجتمع في الْمَسْجِد الْحَرَام عبد الْملك بن مَرْوَان وعبد الله بن الزبير وأخيه مُصعب وَعُرْوَة أَيَّام تآلفهم فَقَالَ بَعضهم هَلُمَّ فلنتمنه فَقَالَ عبد الله منيتي أَن أملك الْحَرَمَيْنِ وأنال الْخلَافَة وَقَالَ مُصعب منيتي أَن أملك العراقين وَأجْمع بَين عقيلتي قُرَيْش سكينَة بنت الْحُسَيْن وَعَائِشَة بنت طَلْحَة وَقَالَ عبد الْملك بن مَرْوَان منيتي أَن أملك الأَرْض كلهَا وأخلف مُعَاوِيَة فَقَالَ عُرْوَة لست فِي شَيْء مِمَّا أَنْتُم فِيهِ منيتي الزّهْد فِي الدُّنْيَا والفوز فِي الْآخِرَة وأكون مِمَّن يرْوى عَنهُ هَذَا الْعلم وكلهم تحققت أمنياتهم . قال المرزباني: له شعر قليل، منه قوله بعد ما كف بصره: -

أن يمس عيناي في ضر أصابها ... ريب الزمان وأمر كان قد قدرا

فما بذلك من عار على أحد ... إذا أعفى الله واستودى بما أمرا

كم من بصير ورآه الناس ذا بصر ... أعمى عن الدين جاف قد قبرا

وقد أعرتها حتى دنا أجلى واستبدل ... العيش بعد الصفوة الكدرا

لم يمن لي الدهر إخوانا أسر بهم ... إلا قليلا وقد أبقى لي القدرا

من لا يكف عن المولى عفا ربه ... ولا يغير على المعروف إن حضرا

ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَقيل سِتّ وَعشْرين وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ ، وهلك في ضيعة له بقرب «المدينة»

ــــــــــــــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام -(المقدمة/ 5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 396) المعارف – ابن قتيبة(1/ 222) مشاهير علماء الأمصار - التميمي(ص: 105) وفيات الأعيان – ابن خلكان(3/ 255) تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (2/ 1139)

إكمال تهذيب الكمال (9/ 224) الوافي بالوفيات (19/ 361)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق