الأربعاء، 14 أبريل 2021

هكذا كانوا ومن ابن المقفع وأبي سفيان بن حرب عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهما لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

هكذا كانوا

ومن ابن المقفع وأبي سفيان بن حرب عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهما لنا مثل

كان لابن المقفع دار صغيرة فعرض على جار له أن يشتري داره ليضمها لداره يوسعها ، فأبى جاره البيع ، ويأتيه الناس بعد مدة بالخبر ، وذلك أن جاره يرغب في بيع داره لدين ركبه . فيجيب لا حاجة لي بها . فقيل وكيف وكنت راغبا في شرائها . فقال: ما قمت إذاً بحرمة الجوار إن باعها معدما وبتّ واجدا ، وقد كنت أجلس أستظل بظل داره فحمل إليه ثمن الدار وقال: لا تبع.

وكان أبو سفيان إذا نزل به جار قال له: يا هذا، إنك قد اخترتني جارا فجناية يدك عليّ دونك، وإن جنت عليك يد فاحتكم عليّ حكم الصبيّ على أهله. ويوم اليرموك وكانت الجراح قد أثخنت الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعيّاش بن أبي ربيعة ، فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعه إلى عكرمة فنظر إليه عيّاش فقال عكرمة: ادفعه إلى عيّاش، فما وصل إلى عيّاش حتى مات ولا عاد إليه حتى ماتوا، فسمّي هذا حديث الكرام.

واليوم ترى في هذا البلاء ، من عتى على مال جاره فاستحله ، ولا أنصحك بالسؤال عن السبب ، فالعذر أقبح من الذنب .

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

عيون الأخبار - ابن قتيبة (1/ 462)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق