الأربعاء، 28 أبريل 2021

حين تمالؤ من لا يحب الممالأة ومن مجاس الخليفة المأمون رحمه الله لنا وقفة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين تمالؤ من لا يحب الممالأة

ومن مجاس الخليفة المأمون رحمه الله لنا وقفة

الممالأة يقصد بها التعاون إما على خير أو شر . فإن كانت على خير فلا بأس ولا ضرر ، أما إنا كانت على شر فهي البلاء ذاته لا سيما . إن كان الممالؤ يعلم أن سلوكه كان شكلا من التغاضي عن الحق بل وربما طمسه وأحكم الباطل مكانه . وهذا ما يكثر أيام البلاء ، أن ينقاد المرء إلى أن يناصر الباطل . وتبقى المشكلة في التمييز فالعوام قد ينقادون وكما يقال : على عماها

والأشد مصيبة أن يناصر المرء الباطل وهو يعلم أنه باطل . فالحرص على سلامة الوطن وأهله حق وأن تكون سببا في دماره لا شك أنه باطل . ومما يروى أن النوشجاني تغاضى لِلْمَأْمُونِ كي يرضيه . فقد حَدَّثَ قحطبة بن حميد بن قحطبة قال : حضرت المأمون يناظر محمد بن القاسم النّوشجاني في شيء، ومحمّد يفضي له ويصدّقه. فقال له المأمون: أراك تنقاد إلى ما تظنّ أنّه يسرّني قبل وجوب الحجّة عليك. ولو شئت أن أقتسر الأمور بفضل بيان وطول لسان وأبّهة الخلافة وسطوة الرئاسة لصدّقت وإن كنت كاذبا، وصوّبت وإن كنت مخطئا، وعدّلت وإن كنت جائرا. ولكنّي لا أرضى إلّا بإزالة الشبهة وغلبة الحقّ. وإنّ شرّ الملوك وأقلّهم عقلا وأسخفهم رأيا من رضي بقولهم: صدق الأمير.

قاتل الله كل من كان سببا ونصيرا لتدمير بلده وتشريد أهله

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــ

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي – النهرواني (ص: 599)

المقفى الكبير - المقريزي(4/ 181)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق