الاثنين، 26 أبريل 2021

هكذا كانوا ومن حياة السلف وأخلاق الملوك نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

هكذا كانوا

ومن حياة السلف وأخلاق الملوك نتعلم

في المعرة مقولة متداولة لوصف من لا مبدأ ثابت له وهو الباحث عن المصلحة فإن وجدها عند عدوه اتبعه ووافق هواه ، وإن على حساب أهله ووطنه : مين من آخد امنا بنصحلو يا عمنا . افْتقدَوا الْعلم وَالْحيَاء والخشية وَالْخَوْف وَالْحب ، وَجَاء الْهوى وشهوات النَّفس فسكنوا الْقلب وَأَحَاطُوا بالمعرفة وَصَارَ الصَّدْر مملكة الْهوى وَرجع الْعَدو فَظهر على الْجَوَارِح من الْحِرْص على تلبية الشهوات .

قيل إن المنصور الخليفة العباسي رحمه الله أرسل إلى شيخ من أهل الشام وكان من بطانة هشام بن عبد الملك بن مروان فسأله عن تدبير هشام في حروبه مع الخوارج فوصف الشيخ له ما دبّر، فقال: فعل، رحمه الله، كذا وصنع، رحمه الله، كذا. فقال المنصور: قم عليك لعنة الله! تطأ بساطي وتترحم على عدوي؟ فقام الرجل فقال وهو مولٍّ: إن نعمة عدوك لقلادة في عنقي لا ينزعها إلا غاسلي! فقال له المنصور: ارجع يا شيخ، فرجع. فقال: أشهد أنك نهيض حرّةٍ وغراس شريف، ارجع إلى حديثك. فعاد الشيخ في حديثه حتى إذا فرغ دعا له بمال فأخذه وقال: والله يا أمير المؤمنين ما لي إليه حاجة ولقد مات عني من كنت في ذكره فما أحوجني إلى وقوف على باب أحد بعده ولولا جلالة أمير المؤمنين وإيثاري طاعته ما لبست نعمة أحدٍ بعده! فقال المنصور: إذا شئت لله أنت ، فلو لم يكن لقومك غيرك لكنت قد أبقيت لهم مجداً مخلداً وعزاً باقياً.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــ

التاج في أخلاق الملوك (ص: 111)

المحاسن والمساوئ (ص: 53)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق