السبت، 24 أبريل 2021

عقلاء أم مجانين ؟ ومن حياتهم نتعلم ؟ في كتب الأدب تروى هذه الحكاية بأساليب كلها تدفع للعبرة .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عقلاء أم مجانين ؟

ومن حياتهم نتعلم ؟

في كتب الأدب تروى هذه الحكاية بأساليب كلها تدفع للعبرة .

أقول و لن تخسر إن أكملت الحكاية

يروى أن أحد الملوك رغب في زيارة دار للمجانين والاطلاع عن أحوالهم عن قرب . فلما دخل عليهم وجد شاباً نظيفا حسن الهيئة سأله عن أشياء كثيرة ، فأجابه عنها بأحسن جواب . ثم إن الشاب قال للملك : مولاي إني أسألك سؤلاً واحداً وأرجو أن تجيبني عنه . فقال الملك متعجبا : وما هو ؟ قال الشاب : متى يجد النائم لذة النوم ؟ فقال الملك ساخراً : حال نومه طبعاً ! فقال الشاب : إن النائم في حالة النوم ليس له إحساس فكيف يشعر بهذه اللذة ؟ فقال الملك في حيرة : إذن قبل النوم . فرد الشاب بسرعة : كيف توجد لذته قبل وجوده ؟ فقال الملك : وقد ازدادت حيرته : بعد النوم ؟ فرد الشاب عليه : كيف توجد لذته وقد انقضى ؟ ثم قال الملك فمتى ؟ : فقال الشاب : اللذة محال لأن النوم داء، ولا لذة مع وجود الداء. فزاد إجاب الملك بالشاب واتخذه نديما له .

وفي مجلس شراب للملك ، تناول الملك كأسا ، وناول الشاب كأساً أخرى ، فقال الشاب : أيها الملك . أنت تشرب هذا لتصير مثلي ، فأنا أشربه لأصير مثل من ؟! وعندئذ اعتبر الملك ، ورمى بالكأس من فوره ، وقال في تعجب : أمجنون هذا أم نحن المجانين ؟! وحَرَّم دخول الخمر إلى قصره !!!!!

ترى أعقلاء أما مجانين الذين تسببوا في بلائنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري (ص: 144)

الكشكول - الهمذاني(2/ 38)

حياة الحيوان الكبرى (1/ 174)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق