الأربعاء، 14 أبريل 2021

تعلمت من والدي ومن حكايا السلف لنا مثل .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تعلمت من والدي ومن حكايا السلف لنا مثل .

أن المرء إن أراد السكينة وأقصد بالسكينة اختيار زوجة ، ابتغاء الستر والعفاف ، يقول لمن سأله : والله من ابتغى المال ( أي قصد بالزواج من فتاة ثرية ) أهذب الله ماله ومالها . ومن ابتغى الجاه : ( أي أن الفتاة وأهالها من ذوي جاه ومنصب في الدنيا ) أذهب الله جاهه وجاهها . ومن ابتغى ستر الحال ( أي صون النفس عما يغضب الله ) ستر الله حاله وحالها .

ومن جاء خاطباً فهو في الحقيقة يخطب المودة . قال رجل لمطيع بن إياس: جئتك خاطبا مودتك. فقال له: قد زوجتك ، على شرط أن تجعل صداقها ألا تسمع في مقالة الناس.

فكيف بمن ينقلب بعد مدة إلى عدو لا يرى فيمن أكرمه إلا ما يشين ، فإن دلالة ذلك تعود بالشين على الخاطب الذي لم يحسن الاختيار بداية . نحن محاسبون على خيارنا سواء كان الخاطب أو المخطوبة ومن علامات حسن النوايا سير الحياة الزوجية في ما لا يغضب الله تعالى .

سفيان ابن عيينة رحمه الله جاء إليه ابن أخيه، فقال جئتك خاطبا لابنتك فقال كفؤ كريم ثم قال اجلس فجلس، قال يا بني اقرأ عشر آيات من كتاب الله تعالى فلم يستطع فقال ارو عشرة أحاديث فلم يستطع قال انشد عشرة أبيات شعر فلم يستطع. قال سفيان لا قرآن ولا حديث ولا شعر فعلى أي شيء أضع عندك ابنتي ثم قال له لا أخيبك فأمر له بأربعة آلاف درهم.

خرج الحارث بن عوف المري خاطباً إلى حارثة بنت أوس بن الطائي فقال لابنته يا بنية هذا سيد قومه قد أتاني خاطباً لك فقالت لا حاجة لي فيه أن في خلقي ضيقاً صبر عليه القرباء ولا يصبر عليه البعداء قال فقال التي تليها قد سمعت ما قالت أختك قالت زوجينه فاني ان لم أصلح للبعداء لم اصلح للقرباء قال فزوجه وضرب عليه قبة ونحر له الجرز فمد يده إليها فقالت ابنة أوس تمد إليها اليد بحضرته قال فتحمل بها فلما كان بالطريق مد يده إليها فقالت ابنة أوس أردت أن تمتع بها في سفرك كما تمتع بسفرتك فكف يده فلما حل في أهله وقعت الحرب بين بني عبس وذبيان فمد يده إليها فقالت لقد أخطأ الذي سماك سعيداً تمد يدك إلى النساء والقوم يتناجزون قال فما وضع يده عليها حتى أصلح بين قومه وتحمل دياتهم ثم دخل بها فحظيت عنده.

ومن عجائب هذا الزمن موت الغيرة عند البعض . لترى رجلا طلق امرأته وتزوج بأخرى . وبعد مدة يتزوج أخو الزوجة بمطلقة صهره وتزداد عجبا إن علمت أنهم يسهرون سويا .!!!!!

كانت امرأة بنيسابور حملت زوجها إلى القاضي تدعي عليه خمسمائة دينار فأنكر الرجل، فاستدعى القاضي منها إحضار الشهود فأحضرتهم فقالوا حتى نكشف عن وجهها ثم نشهد فهمّت أن تسفر عن وجهها فصاح الرجل وأدركته الغيرة وقال أنتم تريدون أن تنظروا إلى وجه زوجتي أيها القاضي أشهد أن لها عليّ حقا واجبا ستمائة دينار فتعجب القاضي والحاضرون من حميته وغيرته فقالت المرأة أيها القاضي أشهدك أنه بريء من حقي وإني قد أحللته من ذلك فتعجبوا غاية العجب ثم قال القاضي اكتبوه وضعوه في باب الفتوة .

ــــــــــــــ

مفيد العلوم ومبيد الهموم – أب بكر الخوارزمي(ص: 353)

بلاغات النساء – ابن طيفور(ص: 149)

العقد الفريد (2/ 230)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق