الخميس، 10 سبتمبر 2020

وكل يؤول حسب ما يحب ومن خَدَّاشَ عليه لعنة الله لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وكل يؤول حسب ما يحب

ومن خَدَّاشَ عليه لعنة الله لنا مثل

البيان صفة للوضوح سواء في السلوك أو اللفظ ، أي إظهار المعنى وإيضاح ما كان مستورًا قبله، والفرق بين التأويل والبيان: أن التأويل ما يذكر في كلام ولا يفهم منه معنىً محصل في أول وهلة، وقالوا : التأويل: تَفْسِير الْكَلَام الَّذِي تَختلف مَعَانِيه، وَلَا يَصح إِلَّا بِبَيَان غير لَفظه .ومن الأمثلة على التأويل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، وَزَادَ غَيْرُهُ: «يَجْهَرُ بِهِ» قالوا : قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتغنى بالقرآن، معناه يحسن الصوت به وذلك لأنه غنى إذا حسن الصوت له كان أوقع في النفوس وأنجع في القلوب. وقال سفيان: معناه من لَمْ يستغن. يقال: تغنَّيت وتغانيت بمعنى استغنيت. وقال غيره: كل من رفع صوته ووالى به فصوته عند العرب غناء. قال الشافعي رحمه الله : معناه تَحْزِينُ القراءة وترقيقها. وكانت العرب تولع بالغناء والنشيد في أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون هجيراهم (مَكَانَ التَّغَنِّي ) فقال: ليس منا/ من لم يتغن بالقرآن.

أما خِدَاش ومذهب الخداشية : كَانَ خِدَاش صَاحب الخداشية يفْسد قوما من أهل الدعْوَة بِرَأْيهِ، وَهُوَ رَأْي الخرمية، إِبَاحَة الْمَحَارِم، نكاح الأم أو الأخت ، وَكَانَ خِدَاش يَقُول لَهُم: لَا صَوْم وَلَا صَلَاة وَلَا حج، وَيَقُول: إِنَّمَا تَأْوِيل الصَّوْم أَن يصام عَن ذكر الإِمَام وَلَا يُبَاح باسمه لأحد، وَالصَّلَاة الدُّعَاء للْإِمَام وَذكره وطاعته، وَالْحَج أَن تَحُجُّوا الإِمَام أَي تقصدوه فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَج إِلَى الْكَعْبَة دَرك، وَلَا فِي ترك الْأكل وَالشرب للصَّائِم مَنْفَعَة، وَلَا فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود طائل، فَلَا يَنْبَغِي أَن تمتنعوا مِمَّا تحبون من طَعَام أَو شراب أَو جماع أَو غير ذَلِك فِي كل حِين، وَلَا جنَاح عَلَيْكُم فِيهِ، ويتأول لَهُم من الْقُرْآن قَوْله عز وَجل: " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا " الْمَائِدَة: 93 الْآيَة، وَكَانَ خِدَاش نَصْرَانِيّا بِالْكُوفَةِ ثُمَّ أسلم وَلحق بخراسان وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ الشَّاعِر:

تَفَرَّقت الظباء على خداشٍ ... فَمَا يدْرِي خِدَاش مَا يصيد

وَأما رَأْي الخرمية هَذَا فقد كثر المتدينون بِهِ والعاملون عَلَيْهِ من غير أَن يعتقدوه دينا لَهُم، لكِنهمْ ركبُوا المجون والخلاعة، وانقادوا لدواعي نُفُوسهم الأمارة بالسوء الخداعة، وانهمكوا فِي الشَّهَوَات الخسيسة، واستثقلوا عبَادَة الله وطاعته المفضية بهم إِلَى الْمَرَاتِب النفيسة، العصمة.

واليوم واحد بيقول للتاني : يا جحش فيبتسم ، فيقال له ولم سررت فيقول : عبقلي يا بطل فالجحش من معانيه البطل

وآخر يقول : الس عليكم : مضغما الكلمة بالأخرى . فيجاب وعليكم ما قصدت فلربما قصد السام وهو الموت وربما قصد السلام وهو التحية . وشاطرة صارت (والشاطر هو اللئيم ) إظهار الكلمات المبهمة التي تحتمل معان عدة لإضلال السامع وعدم تحمل المسؤولية

لا مانع من استخدام كلمة كيفما أوّلت جاءت بالخير ولا خير في كلمة تطلق باسم الخير وباطنها اشر

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

صحيح البخاري (9/ 154)

المعلم بفوائد مسلم - أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر التَّمِيمي المازري المالكي (1/ 459)

أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (3/ 1944)

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (ص: 563)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق