الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

ترى أنخدع أنفسنا أم هي التي تخدعنا ؟

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ترى أنخدع أنفسنا أم هي التي تخدعنا ؟

الْإِنْسَانَ لَا يَخْدَعُ نَفْسَهُ، بَلْ نَفْسُهُ هِيَ الَّتِي تَخْدَعُهُ وَتُسَوِّلُ لَهُ وَتَأْمُرُهُ بِالسُّوءِ. فالمرء حين يعبد الوثن مثلا يعلم أنه لا يضره ولا ينفعه إلا أن النفس تدعوه لمنافع آنية يجنيها من خلال هذا الضلال . قد يخدع الآخرين في لحظة اليسر، لكنه لا ينسى الله لحظة العسر. وساعة يأتيه الضر، وحين تعزُّ الأسباب عليه فهو لا يجد إلا كلمة «يا رب» . وهذا ما يقوله الحق سبحانه هنا: {وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر دَعَانَا لِجَنبِهِ} .فعلها إبليس حين سأل الله أن ينظره إلى يوم البعث ، أبراهام لينكولن وقبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة وحين اشتد به المرض حتى أقعده قال : سألت الله أن يعافيني فعافاني . والعجيب أن أناسا ساروا وراء هوى نفوسهم ، ورابهم من الشيطان أن الناس قد صدقتهم إلا أنهم مكشوفون ، وهم أغبياء إن ظنوا غير ذلك . يصفون الحق ويتجانبونه ، ورحم الله المنصور بن إسماعيل الفقيه حيث قال :

كم إِلى كَم تخادع النَّفسَ جهلاً .. ثُم تجري خلافَ ما قد عرفته

تصفُ الحَقَّ وَالطَّريقَ إِلَيه .. فَإِذا ما عملتَ خالَفتَ سمته

وكذلك رحم الله أبو العتاهية حيث قال :

أَلا أَيُّها المَرءُ المُخادِعُ نَفسَهُ  .. رُوَيداً أَتَدري مَن أَراكَ تُخادِعُ

وَياجامِعَ الدُنيا لِغَيرِ بَلاغِهِ .. سَتَترُكُها فَانظُر لِمَن أَنتَ جامِعُ

ولا زلنا نعيش الخداع والخداع دمر البلد وشرد الأهل . لترى من يبعدك عن حقيقته بذكر أخطاء الأخرين فكل يوم لك يكشف خطأً أو يذكرك بخطأ مهنته التنقيب عن الخطأ : قال شو : حتى لا نقع فيه . وحتى يقال مثقف وفهمان .وقال شو  : حتى يعري أصحابه ، وهو في ذاته عريان يحتاج لما يواري سوأته

يا هؤلاء أنتم منخدعون لأنفسكم شهواتكم تقودكم

ثقتنا بالله أن الله خاذلكم .إننا لن نسامحكم

نسأل الله العظيم لكم المهانة في الدنيا ، والذل في الأخرة

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــ

المنتحل – الثعالبي (ص: 240)

خريدة القصر وجريدة العصر – عماد الدين الأصبهاني (2/ 896)

البحر المحيط في التفسير – أثير الدين الأندلسي(1/ 94)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق