الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

سيدنا معاوية ابن سيد قريش دون نعل ، وعزة الملك عن ملك هو وائل بن حجر

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

إلى الذين ضاقت بهم الدنيا

هي دروس نتبينها بين سيدانا وائل بن حجر ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما دروس نتعلمها

سيدنا معاوية ابن سيد قريش دون نعل ، وعزة الملك عن ملك هو وائل بن حجر

ولنتذكر أن الحاجة وضيق ذات اليد لا تشغل الصادقين المخلصين عن أداء مهمة كلفوا بها

عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ بَلَغَنِي ظُهُورُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَكْتُ مُلْكًا عَظِيمًا وَطَاعَةً عَظِيمَةً فَهَبَطْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فأخبرني أصحابه فقالوا بشر نا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقْدِمِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْدِمَ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ لَقِيتُهُ فَقَرَّبَ مَجْلِسِي وَأَدْنَانِي وَبَسَطَ لِي رِدَاءَهُ وَأَجْلَسَنِي مَعَهُ وَقَبِلَ إِسْلامِي ومسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ودعا له ورفله  على قومه ثُمَّ هَبَطَ إِلَى مِنْبَرِهِ فَصَعَدَ وَأَصْعَدَنِي مَعَهُ فَقُمْتُ دُونَهُ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّينَ وَقَالَ هَذَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ أَتَاكُمْ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ حضر موت طائعا غير مكره ومد بها صوته راغبا في الله عز وجل وَفِي رَسُولِهِ وَفِي دِينِهِ بَقِيَّةُ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَفِي وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ ثُمَّ أَنْزَلَنِي مَعَهُ فَبَعَثَ مَعِي مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي أَرْضًا فَيَدْفَعَهَا إِلَيَّ  وَكَتَب لِي كتابا خاصا يفضلني فيه على قومي وكتابا لي ولأهل بيتي وَكِتَابًا لِي وَلِقَوْمِي ثم قال لمعاوية انطلق به فأنزله منزلا بالحرة فانطلقت به وقد أحرقت رجلي الرمضاء فَخَرَجْتُ فِي الْهَاجِرَةِ فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي وَاشْتَدَّتِ الرَّمْضَاءُ قال وائل قال لي معاوية يا عمي اردفني فإن الرمضاء قد أوجعتني قال قلت ما عليك بظهر هذه الناقة ولكنك لست من أرداف الملوك وأكره أن أعير بك فقال ألق إلي حذاءك أتوقى به قال وكذاك لست ممن يلبس لباس الملوك وأكره أن أعير بك وما اضن عليك بهاتين الجلدتين قال فقصر علي من راحلتك أمشي في ظلها قال فقلت ذاك لك وكفاك به شرفا في قومك

وقيل قال وائل لا يبلغ أهل اليمن أن سوقة لبس نعل ملك ولكن إن شئت قصرت عليك ناقتي فصرت في ظلها قال معاوية فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنبأته بقوله فقال إن فيه لعبية من عبية الجاهلية

وعاش وائل بْن حجر رضي الله عنه حَتَّى ولي معاوية رضي الله عنه الخلافة، فدخل عَلَيْهِ وائل بْن حجر، فعرفه معاوية، وأذكره بذلك ورحب به وأجازه لوفوده عَلَيْهِ، فأبى من قبول جائزته وحبائه، وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك، وَقَالَ:

يأخذه من هُوَ أولى به مني، فأنا فِي غنى عنه.

كلنا عن الغيب محجوب فنحن لا نعلم ما خَبأ الله لنا

إلا أننا نسأله أن يكون هذا البلاء في سجل حسناتنا ، وأن يكون في سجل سيئات من تسبب به يغرقه في جهنم لا يخرج منها بعزة الله وقدرته

ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

التاريخ الكبير للبخاري (8/ 175)     

الاستيعاب في معرفة الأصحاب – النمري (4/ 1563)

تاريخ دمشق لابن عساكر (62/ 389)

============

العُبِّيَّةُ: الكِبْرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق