الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

للباحثين عن الشهرة تعلموا من سيدنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

للباحثين عن الشهرة

تعلموا من سيدنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

في المعرة عندنا يقولون : إللي خَلّفْ ما مات. يقصد في ذلك بقاء ذكره إلى حين من خلال ذريته ، إلا أن الواقع يحدثنا بغير ذلك. فكثر من نسي قبر ذويه وآخرون يجرُّون اللعن لآبائهم وهم في قبورهم . وهناك من مات ويشاء الله الله أن يستمر ذكره إما بسوء كقوم عاد أو بالذكر الحسن كامرأة فرعون . وكثيرون من لازلنا نذكرهم لينالوا الشكر والجزاء في الدنيا لأعمال خدمت الإنسانية .وما لهم في الآخرة إلا النار لأنهم ماتوا على غير الهدى .  الفنانون ، والفن هو الأدب ، وهم بعيدون عن أقل صفات الأدب بعد السماء عن الأدب يسعون ليل نهار بحثا عن الشهرة فإن تقدم السن بهم ماتوا وهم أحياء ، ومنهم من  غدا تحت التراب ، ولسانه حاله يا ناس أرجوكم كفوا عن ذكري بإعادة نشر فيلم أو أغنية فقد أيقنت الآن صدق قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء»، حين يدخل أحدنا على ذي منصب وجاه فيحسن استقباله ويكرمه ويُكَنيه : أهلين أبو فلان . فلا يفتأ يحدث الناس عن هذا الموقف : والله رحنا لعند فلان وما صحلي باسمي بل كناني وقضى حاجتي . والأمثلة كثيرة . ولكن كيف إن ذكرك من خلقك وأسْماك وطلب من سيد الخلق مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أن يُبلِغك ذلك . ترى هل بعد ذلك من فضل ؟ . هل يقدر مخلوق أن يمحو ذكرك ؟ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيٍّ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ» قَالَ أُبَيٌّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: «اللَّهُ سَمَّاكَ لِي» فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي، قَالَ قَتَادَةُ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ} [البينة: 1] وهو رضي الله عنه أقرآ الناس بعد النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي  أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهَا بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهَا لِكِتَابِ اللهِ أُبَيٌّ، وَأَعْلَمُهَا بِالْفَرَائِضِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ "

ويحادث النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قال أبي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255]. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» وأبا المنذر كنية أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وكان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ .

وأسماءُ من تسبب في بلائنا ستنشر يوماً وعلى رؤوس الأشهاد من لدن سيدنا أدم حتى آخر خلق الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وسيسألوا : لِم فعلتم بوطنك وأهلكم ما فعلتم . تشهير وشهرة لا قبلها ولا بعدها .

وهناك سنقول لرب العزة : يا رب أصلهم سعير جنهم .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

صحيح البخاري (6/ 175)

صحيح مسلم (1/ 556)

صحيح مسلم (4/ 2059)

الطبقات الكبرى – ابن سعد (3/ 379)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق