الأحد، 20 سبتمبر 2020

لكل زمن لغته

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لكل زمن لغته

مع بداية القرن الخامس عشر الهجري الثمانينات من القرن الماضي تغيرات اقتصادية واجتماعية بدت تؤثر على واقع الحياة في بلادنا وهنا أقتصر على الوجه المادي الاقتصادي منها . خف وقع القرش على مسامعك فلم يعد ذا فعالية أو تأثير . في الجامعة تحولت من تدخين الحمراء إلى المالبورو فقط لأوفر عشر قروش فعلبة الحمراء بليرة والمالبورو بـ 90 ق.ش وبالتالي أستطيع الذهاب إلى الجامعة والعودة ثلاثين مرة بما وفرت . فاجرت الباص الداخلي خمس قروش .

قرب محل والدي كنت أشتري لفافة الفلافل من نازح سكن المعرة من فلسطين العربية ومنذ أيام نكبة فلسطين بعشرة قروش – رغيف وثلاث أقراص فلافل وعصارة حمض الليمون ومبشور الفجل مع البقدونس . بـ 15 ق. ش .

وتتغير اللغة لتتحول من أن يصك سمعك القرش إلى أن تستقر في أذنك وقع الليرة . مع ملامح غلاء غيرت كل شيء حتى أن تأثيرها بدا واضحا على علاقات الناس الاجتماعية .

معلم واحد شاع ذكره في المعرة أنه يعمل بعد انتهاء الدوام وكان ذكره مثالا يضرب على استهانة بمكانته : معقول معلم وبيشتغل . يا عيب الشوم  . هكذا كان يقال . وما لبث أن انخراط المعلمون في ساحة العمل . لا لرفع مستوى الدخل بل لتحقيق الكافية بتلبية الحاجيات الأساسية .

أحد المعلمين استشارني في أنه وجد عملا في سوق الهال ( سوق الخضار ) قلت له لن تكون قادرا فلن تصبر على لغة أهله

فأجابني بأنني سأجرب . وبالفعل كانت له تجربة لمدة أيام ترك بعدها وآثر الصبر على الإهانة . إن ناداك أحدهم فأكرمك : تعا يا . أما ما تسمعه خلال اليوم فأمر يربأ بأذنيك سماعه . بعض الكلمات قريبة من الكفر عياذا بالله تعالى .

موجه اختصاصي استشارني أيضا : سأعمل في مكتب لبيع السيارات أسجل عقود البيع . وأشرت عليه بالصبر والبعد عن ذلك وليس لأني أعيش في رغد من العيش : فالحال من بعضو كما يقال . ولكن حصرا على كرمته .

ومن أول ليلة : قدمه صاحب المكتب ولمن اعتاد القعود عنده : هدا الأستاذ فلان بدو يشتغل عنا : بقى قوم يا أستاذ وغسلنا الكاسات واعميل للشباب كاسة شاي . وكانت المرة الأخيرة . وكان لي تجربة عمل في مكتب خاص وفي استقلالية تامة إلا أنه لم يكن بمقدوري المتابعة فالبيئة غير التي أنتمي إليها فتركت

واليوم في التعامل المادي ضاع الناس وضُيّعوا ، وفي لغة الحوار أنا في حيرة

وأعجب من لغة العصر . استبداد في الرأي وادعاء الحرية

وهذا مبدأ نقل عن حجا وهو يُخَيرُ شريكه بين الحمار والغزال : بدك حمار خود حمار . بدك غزال خود حمار . ترى أنا عبخيرك ولا تقول جبرتك

ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق