الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

لا للعصبية والتعصب . لا للتعصب المذهبي ولماذا أنا مُحِبٌ للإِمَامِ الشَّافِعِيِّ ؟

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لا للعصبية والتعصب . لا للتعصب المذهبي

ولماذا أنا مُحِبٌ للإِمَامِ الشَّافِعِيِّ ؟

أقول في البداية رَحِمَ اللَّهُ الِإمَامَ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ وَالإِمَامَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالإِمَامَ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ وَالإِمَامَ أَحْمد بن حَنْبَل وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ أئمتنا ومن تحمل عنا عبأً نحن أعجز عن حمله

في دمشق أصدر الشيخ الألباني رحمه الله كتابا اسماه – لا مذهبية في الإسلام – فرد عليه علماء دمشق وبينوا أن اللامذهبية التي دعا إليها الشيخ الألباني أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية وأنه لا بد للذين لم يصلوا من العلم إلى درجة استنباط الأحكام مذهب يتبعونه . وفي حرم الجامع الأموي في دمشق أيضا أربعة محارم للمذاهب الأربعة فكل يصلي خلف إمام مذهبه والمؤذنون أيضاً أربعة مؤذن لكل مذهب وقد عافانا الله من تلك الفترة وعلم الناس أنهم كلهم من رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقتبس والخلاف في مدلول الكلمة ولا خلاف في الثوابت

وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ .. غَرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ

أشهد الله أنا  وإن كنت على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله أني وفي الحب والولاء أنتمي لأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل  أما في تأدية ما شرع الله فأنا شافعي ولدت شافعيا وتعلمت من شيوخنا الشيخ أحمد الحصري والشيخ أديب السمنة (الآمنة) وهم على مذهب الشافعي وأبناء المعرة جلهم على مذهب الشافعية رائدهم في ذلك فقيه المعرة وشاعرها ووجيهها عمر بن الوردي . وأنا أيضا أقلد فيما تيقنت مذهب أبي حنيفة رحمه الله وفي حال لم يحصل تناقض في الحكم الشرعي . والشافعي قلد أبا حنيفة في مسجده فقنت في صلاة الوتر والقنوت عند الشافعية في صلاة الصبح وحين سئل الشافعي قال : أأصلي في مسجده وأخالفه . وطالما امتدح الشافعي الإمام أبي حنيفة . والشافعي تخرج من مدرسة مالك ابن أنس رحمها الله وهو أستاذ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وهو الذي جعل الشافعي أحد من يدعو لهم في صلاته . ومع هذا نجد في بطون الكتب وحتى عند علماء أجلاء رحمهم الله تعالى من يذكر حكايات فيها ما فيها من التعصب ، فقد ذكر ابن خلكان رحمه الله نقلا عن إمام الحرمين  رحمه الله أبو المعالي عبد الملك الجويني في كتابه الذي سماه " مغيث الخلق في اختيار الأحق " أن السلطان محمود بن سبكتكين  رحمه الله كان على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه، وكان مولعاً بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه، وهو يسمع، وكان يستفسر الحديث، فوجد أكثرها موافقاً لمذهب الشافعي رضي الله عنه، فوقع في خلده  حكة، فجمع الفقهاء من الفريقين في مرو، والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وعلى مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه، لينظر فيه السلطان، ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما، فصلى القفال المروزي بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال القبلة، وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجه الكمال والتمام، وقال: هذه صلاة لا يجوز الإمام الشافعي دونها رضي الله عنه، ثم صلى ركعتين على ما يجوز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس جلد كلب مدبوغاً ولطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في صميم الصيف في المفازة، واجتمع عليه الذباب والبعوض، وكان وضوءه منكساً منعكساً، ثم استقبل القبلة، وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء، وكبر بالفارسية - دو بركك سبز - ، ثم نقر . نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع، وتشهد، وضرط في آخره، من غير نية السلام، وقال: أيها السلطان، هذه صلاة أبي حنيفة ، فقال السلطان، لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلك، لأن مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين، فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلة أبي حنيفة، فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانياً كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً، فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي رضي الله عنه . وأنا ممن لا يكذب الإمام الجويني ولكن أمعقولة تلك القصة . وأنا ذكرتها لنحمد الله على أننا تجاوزنا قضية التعصب لمذهب .

سألني مرة أحد الأخوة : لِم وكلما ذكرت الشافعي قلت رضي الله عنه ؟ فأجبته إن ذلك ليس من عندي بل افتح كتب السير والتراجم والتاريخ لتجد أن ذلك من قول العلماء

وفي الختام أقول أن اختاري وانتحالي صفة محب الإمام الشافعي كان ناشئاً عن تربيتي فأهل المعرة ومن جيلنا والذين سبقه يحفظون أشعار الشافعي ويروون ما صح ومالم يصح عن مناقبه .

صفحة على الشبكة ظهرت سنة 2014 م باسم هشام كرامي وهو أحد طلابي فأحببت وللتمييز أن يكون لي حساب أعرف به ولم أستغرق كثيرا في التفكير . فقضية حبي للشافعي راسخة . وتبقى قضية لا بد من إظهارها . وهي أنني ادعيت حب رجل أبا الله أن يموت ذكره . والحب من صفاته ارتقاء لصفات المحبوب . وأصدقكم القول : أنني لا أمتلك من الصفات التي تؤهلني كي يقبل الشافعي حبي إلا ما أفعله في أداء الفروض ولا أكثر . فلا تديني ولا ذكائي ولا ثقافتي بقريبة من صفات الشافعي وربما إن مدحت نفسي وما لدي فذرة رمل في جبل أشم .

أسأل الله لي ولكم أن يجمعنا وأئمتنا في الجنة وليكن حبنا لهم سبيل لمرضاة الله لنا

وأختم فأقول : أليست العصبية اليوم سر ما نحن فيه من بلاء

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

وفيات الأعيان (5/ 181)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق