صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
بين اليأس والأمل
إن شاء ربي أغلق باب الأمل برحمته
وإن شاء ربي نزع اليأس حتى لا يخالطه قنوط
ومن حياة السلف من نبي الله إلياس عليه السلام ، ومن
سيدنا معاذ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ نتعلم
اليأس لا يخالج قلباً استقر يقين الإيمان فيه ، إلا إذا
بني على أساس من طين تهدمه قطرات ماء
ولنا في قصة سيدنا إلياس عليه السلام مثل : بعل كانت امرأة
يعبدها بني إسرائيل من دون الله قال الله تعالى : (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلا
وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ
الأوَّلِينَ) فجعل إلياس يدعوهم إلى الله، وجعلوا لا يسمعون منه شيئا إلا ما كان
من ملك من ملوك بني إسرائيل صدقه، فقال ذلك الملك الذي كان إلياس معه ويقوم له
أمره، ويراه على هدى من بين أصحابه . قال له يوما : يا إلياس، والله ما أرى ما
تدعو إليه إلا باطلا والله ما أرى فلانا وفلانا، يعدّد ملوكًا من ملوك بني إسرائيل
قد عبدوا الأوثان من دون الله- إلا على مثل ما نحن عليه، يأكلون ويشربون وينعمون
مملكين، ما ينقص دنياهم أمرهم الذي تزعم أنه باطل، وما نرى لنا عليهم من فضل . فاسترجع
إلياس ورفض مصاحبة وخرج عنه، ففعل ذلك الملك فعل أصحابه: عبد الأوثان، وصنع ما
يصنعون . فقد قل صبر الملك يأس من قول سيدنا إلياس : انطلاقا من مقولة : معقول كل
الناس غلط وانتي صح . لقد كان صبره غير مُدَعَمٍ بأساس من اليقين .
وأما إن غلب اليقين الشك حتى أضحى أقوى من الجبال
الراسيات يغلق الله جلّ وعلا ، حينها مداخل الشيطان على عبده بل يؤيده بالقول
والفعل فعن زيد بن ثابت الأنصاري قال: أملى عليّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هذه الآية: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سُلاَلَةٍ مِّن
طِينٍ} إلى قوله: { ... خَلْقاً آخَرَ} فقال معاذ: {فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ
الخالقين} فضحك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فقال له معاذ: مِمّ
تضحك يا رسول الله؟ فقال:» بها ختمت فتبارك الله أحسن الخالقين «. [المؤمنون: 14] «
فتأييد الله لسيدنا معاذ دل على رسوخ الإيمان في قلبه
واليوم قد يعتري اليأس الكثيرين والخشية من أن يستوطن
اليأس القلوب لتغلق بذلك أبواب الفرج
ضعف اليقين بالله دفع الكثيرين لأفعال لا ترضي الله :
سرقة ، وقتل ، ونهب ، وسلب . والفتاوي جاهزة لتبرير ما يفعلون
يا رب اجعل من اليقين بفرجك . ماء زلالا تُبَرِدُ به
قلوبنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــ
تفسير الطبري (21/ 98)
المعجم الأوسط - للطبراني(5/ 56)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق