الخميس، 17 سبتمبر 2020

كن على حذر فللجنة أهلها وللنار أهلها ومن سيرة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن سيرة السلف كأبي مسلم الخراساني نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

كن على حذر فللجنة أهلها وللنار أهلها

من سيرة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن سيرة السلف كأبي مسلم الخراساني نتعلم

ونحن وكأن الله قد أطلعنا على غيبه ، نمنح صفة الجنة لأناس ، ونجزم بدخول النار لآخرين ، وكلا الطرفين ممن كان في دائرة الإسلام في حياته . فَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ مِنْ صِبْيَانِ الْأَنْصَارِ يُصَلِّي عَلَيْهِ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: طُوبَى لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا وَلَمْ يُدْرِكْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَ «غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا وَخَلَقَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا وَخَلَقَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمُ» وَعَن خَدِيجَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَوْلَادهَا من أزواجها فِي الْجَاهِلِيَّة. فَقَالَ: " فِي النَّار " فَقَالَت: بِغَيْر عمل؟ فَقَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين " وَسَأَلته عَن أَوْلَادهَا مِنْهُ، فَقَالَ: " فِي الْجنَّة " فَقَالَت: بِغَيْر عمل؟ فَقَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ". وَأَجَابَ الْعُلَمَاءُ بِأَنَّهُ لَعَلَّهُ نَهَاهَا عَنِ الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْقَطْعِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهَا دَلِيلٌ قَاطِعٌ

وطالما أن الله لم يطلعنا على الغيب فكيف بأحدنا إن سأله الله يا فلان ابن فلان لقد جزمت أن فلان من أهل النار وهو في رحمتي . فبماذا سيجب المرء ربه ؟.

نحن في أمس الحاجة لرفع البلاء عنّا فكفانا تأليا على الله

نسأل الله عفوه والجنة ونكف عن إطلاق القول بأن هذا كافر والكافر وجبت له النار . ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ لَعْنُ الكافر المتوفى  لأِنَّ حَالَهُ عِنْدَ الْوَفَاةِ لاَ تُعْلَمُ، وَقَدْ شَرَطَ اللَّهُ تَعَالَى فِي إِطْلاَقِ اللَّعْنَةِ الْوَفَاةَ عَلَى الْكُفْرِ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ـ وَلأِنَّا لاَ نَدْرِي مَا يُخْتَمُ بِهِ لِهَذَا الْكَافِرِ فلعن الكافر يسمح في حال تيقنا من أنه مات كافر .

حين ندعو على ظالم فلنتذكر أنه ومن الممكن أن الله سلطه علينا لاقترافنا الظلم . وأن نتريث في الثناء على أحد دون يقين من أنه قد ابتغى وجه الله في عمله

قال ابن المعافى لأبي مسلم صاحب الدولة: أيها الأمير لقد قمت بأمر لا يقصر بك ثوابه عن الجنة في إقامة دولة بني العباس، فقال: خوفي من النار والله أولى من الطمع في الجنة، إني أطفيت من أمية جمرة وألهبت من بني العباس نيراناً، فإن أفرح بالإطفاء فوا حزناً من الإلهاب! وحدّث أبو نملة عن أبيه قال: سمعت أبا مسلم بعرفات في الموقف يقول باكياً: اللهم إني تائب إليك مما لا أظن أن تغفره لي، فقلت: أيها الأمير أيعظم على الله عز وجل غفران ذنبٍ؟ فقال: إني نسجت ثوباً من الظلم لا يبلى ما دامت الدولة لبني العباس، فكم من صارخ وصارخة تلعنني عند تفاقم هذا الأمر، فكيف يغفر الله عز وجل لمن هذا الخلق خصماؤه؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــ

شرح النووي على مسلم (16/ 207)

السنن الكبرى للنسائي (2/ 431)

كشف المشكل من حديث الصحيحين – ابن الجوزي (2/ 366)

المحاسن والمساوئ – إبراهيم البيهقي (ص: 137)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق