السبت، 12 سبتمبر 2020

ما لنا وللأمل فكل من حدثك عنه واهم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ما لنا وللأمل فكل من حدثك عنه واهم
والحق أن الواهمون سر من أسرار هذا البلاء الذي حل بنا . والتاريخ ماض يكشف بسجلاته الغطاء عن انتصار الحق

تُحدث الواهمين عن عودة الأمن والأمان لسوريا ، فيقال لك أنت واهم وتعيش في الماضي . -  ليش في شي راح ورجع - لتكون مفكر إنو الأندلس ستعود أو أن فلسطين سترجع . أو أن عهد الوليد بن عبد الملك رحمه الله سيتكرر ليترك الناس محالهم دون وضع قفل فقد حل الأمن والأمان ما يقارب من ثلث مساحة العالم المعروف . وأرد وأنا مؤمن أن التاريخ نسب كل أمة فأمة بلا تاريخ أمة بلا نسب . ولن أكثر من الأمثلة ويكفيني من المعرة مثل واحد . وهي مدينة تعود في نشأتها لأكثر من خمس وأربعين قرن مضى . تعرضت وأخواتها من بنات الشام لكوارث وبالمقارنة نجد أن ما نسميه بلاء اليوم جنة لما حصل بالأمس . سوريا الشام كانت قبيل الغزو الفرنجي والمسمى بالصليبي كانت أكثر من خمسة عشر إمارة قضى الفرنجة على كل الإمارات التي اعترضت طريق الغزاة إلى القدس فمن المعرة انطلق الصليبيون لتسقط القدس . أفتى البابا الأكبر للجند الصليبي بشي أطفال المعرة وأكلهم وهي الفتوى التي لم تحدث قبل ولا بعد . شوي أطفال المعرة كما يشوى اللحم  للأكل في نزهة . ساح أبناء المعرة بين حلب وحماة وحمص ودمشق . في قاسيون زرت مقابر أثرية لعلماء معريون ذاع صيتهم في بلاد الرافدين ومصر . سبع وعشرون سنة ومن ثم جاء الفرج للشام وأهل الشام . ليحرر عماد الدين زنكي الشهيد البلاد من بلاء الصليبيين . ويعود الشام بجهد نور الدين ابنه وما فعله صلاح الدين من بعده  إلى ما كان ينعم به من أمن وأمان. ويجيب الواهم ومن أين لنا بهؤلاء . فأقول : كان عماد الدين جنديا من جنود الموصل فهل خمن أحد أن رفع البلاء سيكون على يديه .  وحتى أزيد الأمر يقينا بفرج الله تعالى وأن سوريا بل الشام كل الشام سيعود آمناً ولكن على يد المخلصين من أبنائه . أولئك الذين لا يبغون منصبا ولا جاه . ولا يحالفون من كان سببا في هذا البلاء .

فأرض الشام هي أرض المحشر والمنشر

ويبقى السؤال : ماذا ما فعلت أنا وأنت لإنقاذه ؟ وهناك من سعى لدماره . والكل متلاق أمام الله حيث يجزى الجزاء الأوفى فريق سعى ويسعى لخير بلده وأهله . وفريق دمر وكان سببا في دمار بلده وأهله .

حدث عن نواياك ما شئت وأخبر الناس بصلاحها إلا أنك مكشوف لربك

عن نفسي فأنا عن ثقة ويقين أن الأمة لا بد مجتمعة وأن دين الله سيلقي بجرانه الأرض . وهو أمر أخبر به الصادق المصدوق عن ربه عليه أفضل الصلاة والسلام

ترى هل سينظر إلينا أحفادنا بعد زمن  بملل وشفقة لأن بلادنا ضيعناها ؟
كلنا يذكر قصة البحار الذي نزل مع بعض زملائه على ظهر ما ظنوا أنه جزيرة فإذا هي ظهر حوت غاص بالبحارة فغرقوا جميعا؟ .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق