الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

الناس بين النحلة وال الزُّنْبُورُ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الناس بين النحلة وال الزُّنْبُورُ
فمن شاء منا كان كالنحلة ، ومن رغب فليكن كالزُّنْبُورُ
ولهذا يسلك المرء السلوك الذي يدلل على قدرته والغاية التي يريد . فنرى أن العنكبوت يحسن نسج بيته بطريقة عجيبة ونتعجب، أنه غير قادر أن يصنع بيتا كبيت الزنبور. وكذلك النّحل يصنع خلاياه مع عجيب القسمة التي فيها، إلا أنه لا يحسن أن يعمل مثل بيت العنكبوت.
وفي الحياة لكل منهم مهمة يقوم بأدائها فنرى أن الزُّنْبُورُ يهوى ملاحقة وأكل الذباب ، وترى النحلة تهوى أزهار الأرض ورياحينها . يسلع الزُّنْبُورُ ويسبب الألم وحتى أنه يهاجم من لم يقترب منه ، في حين أن النحلة لا تلسع إلا دفاعا عن نفسها . وشتان بين ما تفعله النحلة وما يقوم به الزنبور
وأنا أسأل نفسي وأسألكم إخوتي أخواتي أنحب أن نكون مثل بلال  . فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ بِلَالٍ كَمَثَلِ نَحْلَةٍ غَدَتْ تَأْكُلُ مِنَ الْحُلْوِ وَالْمُرِّ، ثُمَّ هُوَ حُلْوٌ كُلُّهُ»
وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النِّحْلَةِ لَا تَأْكُلُ إِلَّا طَيِّبًا وَلَا تَضَعُ إِلَّا طَيِّبًا»
الزُّنْبُورُ ولكثرة أذاه أحل قتله حتى في حالة الإحرام ، ولا يحل قتل النحلة في الحالة نفسها
هناك من فضل أن يعيش حياة الزُّنْبُورُ ، وآخرون اختاروا حياة النحلة
من جر البلاء لوطنه وأهله ولم يجند من حياته جانبا لإزاحة الضيم عنهم كانت حياة الزُّنْبُورُ  أجل منه
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــ
الحيوان – للجاحظ (2/ 329)
التنوير شرح الجامع الصغير – الصنعاني (9/ 543)
المعجم الأوسط – للطبراني (1/ 64)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق