الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

إن قدر لك أن تكون مربيا ومن ذكرياتي أيام كنت مدرسا وأداري


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إن قدر لك أن تكون مربيا
ومن ذكرياتي أيام كنت مدرسا وأداري
وكبرياء ولي أمر
صفات كثيرة عليك التمتع بها ، منها أن تصم أذنيك مرة ، وتغمض عينيك في أخرى
في المدرسة التي تقع قبلي المقبرة والتي أسميتها البنين الثانية ومن ثم قدر لي أن أطلق عليها اسم إعدادية الطبيب الشهيد حسن حسني الدمشقي رحمة الله وهو أول طبيب مجاز سكن المعرة ومضى على وفاته مائة سنة عام إلا سنة واحدة .
ثم تغير اسم المدرسة بعد أن نقلت الدمشقي إلى الحي الشرقي .
ذكريات وبصمات بعضها في ظني يدخل في نطاق الحسن وبعضها خارج عن إطاره وهي حال كل من مارس عملا . ولله  أسأل أن  يكون الحسن هو الغالب .
من جملة ما كنت ألح على من كان يعمل في ندوة المدرسة وكان عالي الذكاء أن يدون لي أسماء من يبالغون في الشراء وأسماء من لا يقبلون على الندوة إلا ما ندر .
فمن لا يشتري ربما هي علامة ومؤشر على فقره لندفع من حصة الطلاب الفقراء ومن بالغ فلربما جنف على أهله وهو أمر بحاجة للمعالجة .
قدم لي هذا العمل فائدة ساعدتني على حل أمور كثيرة ومنها أروي لكم هذه القصة . أربعمائة ليرة فقدها أحد الطلاب وقد أفاد بأن أهله أعطوه المبلغ لشراء حاجيات إثر عودته للبيت . ولن أدخل في التفاصيل ..
سألت مصطفى يا أبو محمد أعطني صورة عن بيعك اليوم فقال : والله عادي يا أستاذ ولكن الطالب فلان كان مالو عادي يشتري بكثرة ومصطفى كان يحفظ أسماء أكثر من سبعمائة طالب ويحفظهم بشعبهم .
دارة الشبهة على الطالب ومن أهم أوجهها وجود مبلغ 315 ل.س علما بأن لفافة الفلافل بليرة ونصف والكازوزة بنصف ليرة . ودخل والد الطالب لا يتناسب مع منحه مبلغا يتجاوز العشرة ليرات .
وخطر لي أن أعتمد على والده فذهبت برفقة الطالب إليه فأحسن الترحيب ورويت ما حدث . فصمت برهة ثم قال : يا أستاذ هشام أنا بإمكاني إنقاذ ولدي بقولي أنا من أعطاه المبلغ لتحل المشكلة ، ولكن لن أكذب عليك إنقاذ لفعلة أخطأ بها ولدي فالمبلغ ليس لولدي وأخرج أربعمائة ليرة وردها إلي ثم خرج وعاد مع ولده ليعتذر عن فعلته . وأنا أقسمت عليه بالله أن لا يضربه . فأقسم لي
الأب يا أستاذ هشام الأمر بيني وبينك . قلت اطمئن
عدت للمدرسة وكأني عثرت على كنز إنساني
أقصها لكم والله يعلم أنها وأشد منها لم تخرج أسماء أصحابها على لساني ، كنت أخفيها حتى على العاملين معي
استمر الطالب في المدرسة
راقبته حتى نجاحه في الصف التاسع فكان من خير طلاب الدمشقي  خلقا وسلوكاً.
ثلاثون عاما إلا قليل عملت مديراً لها . امتلكت حيزيا ذا أهمية في ذاكرتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق