الأحد، 6 أكتوبر 2019

الاصطياف ظاهرة حضارية عرفها العرب عبر التاريخ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الاصطياف ظاهرة حضارية عرفها العرب وتحكمت فيها الظروف والدواعي وكذلك مستوياتهم الحضارية .
والمصطاف: موضع الإقامة في الصيف، والمرتبع: موضع الإقامة في الربيع.
والدهر معتذر، والسيف منتظر ... وأرضهم لك مصطاف ومرتبع
لقد كان حسان بن أسعد أبو كرب الحميري وهو من أشهر تبابعة اليمن يصطاف في ظفار ويشتو في مأرب . وكانت ظفار فيما سلف من البلاد الكبار المشهورة وكان بها قصر ريدان المشهور وبه كانت تنزل ملوك اليمن .
وكانت رصافة الشام مصطاف النعمان بن ثابت بن الأيهم من ملوك الغساسنة . وقد قام هشام بن عبد الملك بتجديدها قال البكري رصافة الشام، وتعرف برصافة هشام بن عبد الملك: فى غربيّ الرقة، بناها هشام، وكان يسكنها فى الصيف، وشربهم من صهاريج لبعدها عن الفرات . قال أبو عبد الله بن حمدون: كنت مع المتوكّل لما خرج إلى الشام، فركب يوما من دمشق يتنزه فى رصافة هشام
وكانت الطائف من أجمل المصايف العربية واشتهرت بطيب هوائها وجمال مناظرها وذكر البكري أن بني عامر بن صعصعة كانوا يصطافون بها . الأصمعي قال: دخلت الطائف فكأني كنت أبشر، وكأن قلبي ينضح بالسرور؛ وما أجد لذلك علة إلا انفساخ جوها وطيب نسيمها. وكانت الشاس ( المناطق الواقعة على نهر سيحون أو ما يعرف بنهر سيرا داريا اليوم ) من البلدان التي اشتهرت برقة جوها في الصيف وشدة بردتها في الشتاء
ومما يستظرف لأبي الربيع البلخي قوله في الشاش:
الشاش في الصيف جنه ...  ومن أذى الحر جنه
لكنني يعتريني ...  بها لدى البرد جنه
وكان أبو دلف ذلك يختار الجبال في العراق ليسلم في الصيف من سمائم العراق وذبابه وهوامّه وحشراته وسخونة مائه وهوائه، واختار أن يشتو بالعراق ليسلم من زمهرير الجبال وكثرة ثلوجه
وقال البحتري :
أقام كل ملث الودق رجاس ... على ديار بعلو الشام أدراس
فيها لعلوة مصطاف ومرتبع ... من بانقوسا وبابيلا وبطياس
منازل أنكرتنا بعد معرفة وأوحشت من هوانا بعد إيناس
ونحن اليوم عافانا الله من هذا البلاء ( مصيفين ) بالمعرية أي ضاعت عقولنا فتشرد أبناؤنا في بقاع الأرض بسبب ذلك
يا رب فرج عن سوريا وأهلها
ــــــــــــــــــ
أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه (ص: 115)
شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي (1/ 362)
المنازل والديار – أسامة بن المنقذ(ص: 24)
نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق (1/ 152)
معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع – البكري (2/ 580)
مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع (2/ 618)
العقد الفريد (7/ 278)
معجم البلدان – ياقوت الحموي (2/ 99)
أحسن ما سمعت - الثعالبي(ص: 54)
===============
ملث: اختِلاط السواد. عند صلاة العشاء
رجاس : الغمامة التي ترعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق