الطلاق
لا أنكر شرعيته وأنه حل عندما تغلق أبواب كل حل
وأنا أدعو من قرأ كلماتي للبحث عن معنى الطلاق الشرعي
ومن ثم اللغوي
ووالله إني لأستحي من إيراد المعنى
وعند سماع اللفظ في موقف ما ، أقول في نفسي لو علم من
لفظ المعنى لخاط فمه مطلقا منعا لتكرار لفظه
ومن كتب السير أقدم لكم إحدى قصص من تلفظه به فندم
لقد تسرع كعادة معتادي هذه اللفظة القاسية المدمرة
هم يحلفون إن حزنوا أو سروا
هو عِيسَى بن مُوسَى ، وكَانَ يحب زَوجته حبا شَدِيدا
خاطبها يَوْمًا قائلاً :
أَنْت طَالِق إِن لم تَكُونِي أحسن من الْقَمَر
فَنَهَضت المرأة المسلمة ، واحتجبت عَنهُ، وَقَالَت: قد
طلقتني، فَبَاتَ بليلة عَظِيمَة.
فَلَمَّا أصبح غَدا إِلَى الخليفة الْمَنْصُور،
وَأخْبرهُ الْخَبَر
وَقَالَ : يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن تمّ طَلاقهَا،
تلفت نَفسِي غمًا، وَكَانَ الْمَوْت أحب إِلَيّ من الْحَيَاة.
وَظهر للمنصور مِنْهُ جزع شَدِيد، فأحضر الْفُقَهَاء،
واستفتاهم، فَقَالَ جَمِيع من حضر، قد طلقت، إِلَّا رجلا من أَصْحَاب أبي حنيفَة،
فَإِنَّهُ سكت.
فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور: مَا لَك لَا تَتَكَلَّم؟
فَقَالَ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم،( وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ {3} لَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [سُورَة التِّين: 1-4]
فَلَا شَيْء أحسن من الْإِنْسَان.
فَقَالَ الْمَنْصُور لعيسى بن مُوسَى : قد فرج الله
تَعَالَى عَنْك، وَالْأَمر كَمَا قَالَ، فأقم على زَوجتك.
وراسلها أَن أطيعي زَوجك، فَمَا طلقت.
================
-
الفرج بعد الشدة للتنوخي – القاضي التنوخي (4/ 377)
----------------
عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن
عبد المطلب أبو موسى الهاشمي نشأ
بالحميمة من أرض البلقاء من كور دمشق ثم
انتقل مع أهله إلى العراق وجعله السفاح ولي عهده بعد المنصور فلما ولي المنصور
أخره وجعله ولي عهده بعد ابنه المهدي وكان جليلا في أهل بيته وولي إمرة الموسم في
خلافة السفاح والمنصور وولي الكوفة للمنصور
تاريخ دمشق لابن عساكر (48/ 7)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق