الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

الشَّمَاتَةُ لُؤْمٌ هي جبن وسوء خلق

الشَّمَاتَةُ لُؤْمٌ
هي جبن وسوء خلق
وقد روي عن النبي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ
ولنا في سيرة السلف الصالح رحمهم الله تعالى خير مثل في تعاليهم عن الشماتة حتى تجاه من تسبب في إيذائهم ومن ثم ايكال الأمر كله لله 0
فسيدنا مالك بن آنس إمام دار الهجرة علا شأنه في المدينة المنورة على صاحبها الصلاة والسلام ، فحسده الناس وَبَغَوْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ.ولما ولي جعفر بْن سُلَيْمَان المدينة سعوا به إِلَيْهِ ، وقالوا : إنه لا يرى أيمان بيعتكم بشيء ( بيعة بني العباس ) ، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت عن الأحنف، في طلاق المكره أنه لا يجوز، فغضب جعفر بن سُلَيْمَان ، فدعا بمالك، فاحتج عليه بما رقي إِلَيْهِ، لقد جُرد الإمام مالك رحمه الله من ثيابه، وضرب بالسياط ، وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه ، وكان من أثر ذلك أنه كان يضطر أن يحمل إحدى يديه بالأخرى.
فلم يزد الإمام مالك بعد ذلك إلا رفعة عند الناس ، وكأنما كانت تلك السياط حليا حلي بها  .
ولقد اختلف العلماء في سبب هذه المحنة ، فالطبري يذكر أن أبا جعفر نهى مالكاً عن الحديث :« ليس على مستكره طلاق ».
ويعلق الإمام الذهبي على المحنة فيقول : « هذا ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين ، وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ، ويعفو الله عن كثير، ومن يرد الله به خيراً يصيب منه ».
لكن ماذا كان موقف مالك رضي الله عنه وأرضاه من هذه المحنة؟
لقد حُمل مالك من الضرب مغشياً عليه فلما أفاق كان أول كلامه : « أشهدكم أني جعلت ضاربي في حلٍّ ». ولم تمض مدة وجيزة حتى دار الزمان، ويغضب أبو جعفر المنصور على ضارب مالك ، فيضرب وناله من فوق الذي نال الإمام مالك رحمه الله .
فينطلق الناس مبشرين : فيقول مالك : سبحان الله أترون حظنا مما نزل بنا الشماتة به؟
إنا لنرجو من عقوبة الله أكثر من هذا ، ونرجو من عفو الله أكثر من هذا ، وقد ضربت فيما ضرب فيه محمد بن المنكدر، وربيعة وابن المسيب، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر »
وغفر لله للقائل أكْثَمُ بن صَيْفي التميمي :
إذَا ما الدَّهْرُ جَرَّ على أُنَاسٍ ... كَلاَ كِلَهُ أنَـــــــــاخَ بآخَرِينَا
فَقُلْ للشَّـــــــامِتِينَ بِنَا أفِيقُوا ... سَيَلْقَى الشَّـــامِتُونَ كَمَا لَقِينَا
هي أخلاق الإسلام لمن شاء أن يتمثلها
=======
سنن الترمذي (4/ 243)
الطبقات الكبرى - متمم التابعين لابن سعد (ص: 441)
موطأ الإمام مالك (1/ 65)
صحيح الإمام البخاري (3/ 166)
مجمع الأمثال – النيسابوري (1/ 367)
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - أبو الفرج الجوزي (9/ 44)
-         حديث الشماتة حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ

-         وَبَغَوْهُ : وبغت الرجل إِذا عبته وطعنت عَلَيْهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق