الشهرة
ليست مقياس للعظمة
وليست
سبيلا لخلود الذكر في الدنيا
ولربما
كانت نقمة على صابحها
فإبليس
نال الشهرة
وكذلك
فرعون
وأمثالهم
في الدنيا كثير
فقد
يشتهر من لا يستحق العظمة ، وربما نسي من كان مستحقا لخلود الذكر
ولست
أقصد أن كل من اشتهر شيطان
فمن
عجائب الشهرة أن تنسب أفعال أو أقوال أو حتى آثارا عمرانية لأشخاص أو جماعات لا
علاقة لهم بها ، وأنت اليوم تقرأ على صفحات الشبكة أقوال تنسب لعظماء كالصحابة
والتابعين أو بعض الأئمة كالشافعي رحمه الله ، وهي لغيره
ومن
ذلك أيضاً مقامات الأنبياء والأولياء تراها منتشرة في بقاع شتى ، وربما لم تطؤها
أقدامها كمقام بني الله يوشع بن نون عليه السلام مثلا 0
ومن
أمثلة التاريخ فلقد اشتهر بين الناس باب سيدنا إبراهيم الخليل في الحرم المكي
الشريف والحقيقة أنه لا علاقة لنسبه إليه
، بل إلى خياط مُعَمَّر اسمه إبراهيم كان يجلس عند الباب فنسب إليه وخلد اسمه
يقول
العصامي وَلَيْسَ المُرَاد بإبراهيم الْمُضَاف إِلَيْهِ هَذَا الْبَاب سيدنَا إِبْرَاهِيم
الْخَلِيل على نَبينَا وَعَلِيهِ وعَلى سَائِر النَّبِيين أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام
، وَإِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم كَانَ خياطاً يجلِسُ عِنْد الْبَاب وَعمر دهراً فَعرف
الْبَاب بِهِ وأضيف إِلَيْهِ
ويورد ابن بطوطة اسمه
فيقوا وهو منسوب إلى إبراهيم الخوزي من الأعاجم
فيا
رب إن شئت أن نُعرف فليكن ذلك في طاعتك
وجنبنا
يا رب أن نُشْهر في معصيتك
رحلة
ابن بطوطة - أبو عبد الله ، محمد بن عبد الله بن محمد بن
إبراهيم اللواتي الطنجي ، ابن بطوطة (1/ 377)
شفاء
الغرام بأخبار البلد الحرام - أبو الطيب المكي الحسني
الفاسي
(1/ 315)
سمط
النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - العصامي(3/ 488)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق