الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

ليلة الجمعة وحديث عن العفاف

ليلة الجمعة وحديث عن العفاف
لن أخوض في تعريف العفاف ومدلوله
إلا أني أقول من اتبغى الزينة كان رجلا أو امرأة فالعفاف زينة
فلا صفة كريمة في امرأة أو رجل إلا والعفاف له المقام الرفيع فيها
وعندي لكم اليوم ثلاث قصص جديرة بالقراءة
فمن عرفها أعاد تذوقها
ومن غابت عنه فلي الشرف في قصها عليه
احدها في صحيح البخاري واثنتين من كتب السير والرقاق أشرت لمصدرهما
وهي لا تحتاج لكثير تعليق ، وإن كان بالإمكان أن يكتب في دراستها مجلدات
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلاَمٌ، وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الغُلاَمَ الجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا - صحيح البخاري (4/ 174)
والقصة الثانية : أن سري السقطي اشترى كرّ لوز بستين ديناراً وكتب في روزنامجه ( مفكرة ) ثلاثة دنانير ربحه، فصار اللوز بتسعين ديناراً، فأتاه الدلاّل فقال له: إنّ ذلك اللوز أريده، فقال: خذه، فقال: بكم؟ قال: بثلاثة وستين ديناراً، قال له الدلاّل: إنّ اللوز قد صار الكرّ بسبعين ديناراً، قال له السري: قد عقدت بيني وبين الله عقداً لا أحله لست أبيعه إلاّ بثلاث وستين ديناراً، قال له الدلاّل: وأنا قد عقدت بيني وبين الله عقداً لا أحله، أن لا أغشّ مسلماً، لست آخذ منك إلاّ بسبعين ديناراً، قال: فلا الدلاّل اشترى منه ولا سري باعه
والقصة الثالثة : أن محمد بن المنكدر كان له شقق ( أقمشة ) بعضها بخمسة وبعضها بعشرة فباع غلامه في غيبته شقة من الخمسيات بعشرة فلما عرف لم يزل يطلب ذلك الأعرابي المشتري طول النهار حتى وجده فقال له إن الغلام قد غلط فباعك ما يساوي خمسة بعشرة فقال يا هذا قد رضيت فقال وإن رضيت فإنا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا فاختر إحدى ثلاث خصال إما أن تأخذ شقة من العشريات بدراهمك وإما أن نرد عليك خمسة وإما أن ترد شقتنا وتأخذ دراهمك فقال أعطني خمسة فرد عليه خمسة وانصرف الأعرابي يسأل ويقول من هذا الشيخ فقيل له هذا محمد بن المنكدر فقال لا إله إلا الله هذا الذي نستسقي به في البوادي إذا قحطنا
قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد - الحارثي(2/ 438)
صفة الصفوة – ابن الجوزي(1/ 495)
إحياء علوم الدين (2/ 80)
لا تتصوروا أخوتي أن الدنيا خلت من هؤلاء
أبدا هم بيننا يعيشون
وإن كان قلة
يا رب أعنا لنستن بسنتهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق