الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

مكتبتنا العربية الإسلامية أعجب ما صنعه البشر

مكتبتنا العربية الإسلامية أعجب ما صنعه البشر
استقص واسأل فإنك إن سألت واستقصيت ، فلن تصل إلى نهاية في تعجبك
بل سيزداد عجبك واعجابك
وقد قيل أعجب من العجب ، ترك التعجب من العجب
يقولون إن عجائب الدنيا سبع - عشرة  - أكثر ،  أقل ، كل يشد الحبل نحوه لإظهار دلائله
أما ما قصدت الحديث عنه ، فكل جزء منه عجيبة تستقصي الفكر والخيال
حتى أنك ربما قلت ليس بعد هذا من عجيبة في الدنيا
ولن تكون على خطأ 
قيل جلس شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – في مجلس مرة فنظم قصيدة خلال بضع دقائق وكانت من مائتي بيت ، وقعد بعده الشُراح ، لتشرح في مجلدات ولازال الطامعون في شرحها كثر
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يســـــــأل
اســــــمع كلام محقق في قوله ... لا ينثني عنــــــــــــــــه ولا يتبدل
ونزداد عجبا عندما نسمع بكتاب عرف بالقاموس المحيط ، ترى هل سأل أحدنا نفسه كم مادة فيه ، ( ستون ألف مادة ) ،فكيف بنا وبكتاب آخر هو لسان العرب وهو أوسع وأكبر ، ثمانون ألف مادة وتاج العروس وتفسير الإمام الطبري الذي أراد أن يجعله في ألف ألف صفحة فأحس بالعجز من طلابه فاختصره ، ونهاية الأرب في فنون الأدب للشهاب النويري 0
ويزداد العجب
عندما نسمع أن رجلا هو ابن عقيل الحنبلي ، ألف كتابه الفنون في سبعمائة مجلد، وقال عنه وعن صاحبه ابن الجوزي رحمه الله تعالى: كان دَينًا، حافظًا للحدود، تُوُفّي لَهُ وَلَدان، فظهر منه مِن الصَّبر ما يتُعَجَّب منه، وكان كريمًا ينفق ما يجد، وما خلَّف سوى كُتُبه وثياب بدنه وعن كتاب الفنون قال ما جعله إلا لفضول الأوقات، يعني فضول الوقت، جعل رزمة من الأوراق عند رأسه فإذا أراد أن ينام كتب قبل أن ينام عشر صفحات، وإذا استيقظ
فإذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك لله كتب عشر صفحات، وإذا مرت به خاطرة سجلها، وإذا أتته فائدة قيدها، كل هذا خارج أوقات الدروس والمحاضرات واللقاءات، فترك للأمة سبعمائة مجلد، حتى يقول: أنا آكل الكعك ولا آكل الخبز؟ قالوا: لماذا؟ قال: وجدت أن بين الوقتين مقدار ما يقرأ القارئ خمسين آية.
ولم يكن كتابه الوحيد
كنوز بقيت وكنوز ضاعت
وأزداد عجبا في تساؤلي ، ترى أكانت ساعة النهار أطول ؟
أم كانوا لا شأن لهم سوى الكتابة ؟
ترى كيف هم ؟
الإمام النووي رحم الله وما خلفه من آثار عجيبة في حد ذاتها ، يقدم له أخاه ( خيارة واحدة ) فيرفض أكلها فيسأل الأخ – هل أكل الخيار حرام ؟ ويجيب الإمام لا بل أخشى أن أحس بالرطوبة في  جسمي ، فأنام وأنقطع على الكتابة
ترى أشكل من أشكال الناس هؤلاء ؟ أم صنف آخر ندر وجوده ؟ – ربما
ترى كيف نسخت تلك الكتب ؟ وحتى من نسخها أناس غير عاديون ، وهم عجيبة أخرى
على عهد العزيز الفاطمي كانت في مكتبة القصر ثلاثون نسخة من كتاب العين أول معجمات العربية وعشرون نسخة تاريخ الإمام الطبري
أهو شكل من المعجزات ؟
أم هي البركة ؟ ربما
أهي عناية الله ؟ – دون شك
ولا زلت أقرأ وربما فقط أسماء الكتب وأزداد عجباً
تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (11/ 204)
تاريخ بغداد - الخطيب (17/ 198)
الوافي بالوفيات - الصفدي(22/ 208)
البيان والتبيين (1/ 183)
شرح لامية شيخ الإسلام – الشيخ الخضير (1/ 11)
فصول في الثقافة والأدب - الشيخ علي الطنطاوي ( 89 )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق