الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

لا تكن سببا في استجلاب البلاء

لا تكن سببا في استجلاب البلاء
فالخطأ قد يؤدي لكارثة
قد لا تكون أنت موضعها
بل أهلك ، بلدتك ، وطنك
ولا أظن من أدرك ذلك أحب وقوعه
ففي سَنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ ذكر أنّ نَفَرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا الشَّرَابَ، وكان مِنْهُمْ: ضِرَارٌ وَأَبُو جَنْدَلٍ، واستجوبهم أبو عبيدة في ذلك فأقروا وتابوا
ثم كلم فيهم عمر رضي الله عنه فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: فقَالَ لَهُ: ادْعُهُمْ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ وَسَلْهُمْ أَحَلَالٌ الْخَمْرُ أَمْ حَرَامٌ، فَإِنْ قَالُوا: حَرَامٌ، فَاجْلِدْهُمْ ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ ، وَإِنْ قَالُوا: حَلَالٌ، فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ.
فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: بَلْ حَرَامٌ، فَجَلَدَهُمْ، وَنَدِمُوا عَلَى لَجَاجَتِهِمْ، وَقَالَ: لَيَحْدُثَنَّ فِيكُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَثٌ، فَحَدَثَ عَامُ الرَّمَادَةِ.
وأَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَدْبٌ وَقَحْطٌ في الشام والحجاز ، ، وَكَانَتِ الرِّيحُ تَسْفِي تُرَابًا كَالرَّمَادِ فَسُمِّيَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَاشْتَدَّ الْجُوعُ حَتَّى جَعَلَتِ الْوَحْشُ تَأْوِي إِلَى الْإِنْسِ، وَحَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَعَافُهَا مِنْ قَيْحِهَا.
وزاد البلاء بطَاعُونُ عَمَوَاسَ الذي توفي فيه كثيرون وكان منهم أبو عبيدة رضي الله عنه .
---------------------------------
-         الكامل في التاريخ – ابن الأثير (2/ 374)
-         مختصر تاريخ دمشق – ابن منظور الأنصاري (28/ 221)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق