الخميس، 4 أغسطس 2016

إن لم تنفع فلا تضر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأتوجه لنفسي التي كثيراً ما وقعت فيما سأحدثكم عنه صبيحة هذا اليوم 
واسمحوا لي أن أتوجه به إليكم أيضاً – ترى هل حدث أن كنتم مرة بهذه الصورة
وهي أن كثيرا منا يهوى المقت ,والغم أحيانا أو لا ينقل عنه ومنه سوى حديث الهم والغم ، وعند ذلك تكون الكارثة ، ويدعي حب المسرة ظاهراً
في بيته لا يدع فرصة تهرب منه لينتقد أهل بيته ، ولربما هو بذلك يهرب ، أو يخاف أن ينتقد ، أو يصعب عليه أن يرى ابتسامة أهل بيته 
في مجلسه مع أصحابه 
في عمله 
تراه عاجزاً على تقديم حسنة لناس 
يُعوض عن ذلك بالشر : ما تم حدا منيح – ليك أشو صار فينا وكلو من عملنا – و .......
وأكثر من ذلك إن عثر على ابتسامة أحد ، لم يترك باباً لتعكيرها إلا وسلكه 
إن سمع عن فعله خير قام به جاره أهل بلده ، وليس لنا في ذلك إلا الظاهر ، يتهم صاحبه بالباطن السيء ، وكأن الله أطلعنا على قلبه : المهم تشويه كل فعل خيّر
لماذا إخوتي أخواتي ؟ لماذا ؟
سؤال نتوجه به لأنفسنا
وأدعو نفسي ، وأدعوكم لنكون ولو في الحد الأدنى ، في مواقفنا تجاه الناس وهم في النهاية أخواتنا 
لقد نقل عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِيِّ يرحمه الله 

قَالَ: لِيَكُنْ حَظُّ الْمُؤْمِنِ مِنْكَ ثَلَاثُ خِصَالٍ لِتَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ : 
أَحَدُهَا أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَنْفَعْهُ فَلَا تَضُرُّهُ.
وَالثَّانِي إِنْ لَمْ تَسُرُّهُ فَلَا تَغُمُّهُ.
وَالثَّالِثُ إِنْ لَمْ تَمْدَحْهُ فَلَا تَذُمَّهُ.
وَقَالَ سُفْيَان بْن الْحُسَيْن: كنت جالسا عِنْدَ إياس بْن مُعَاوِيَة فنلت من إِنْسَان فَقَالَ: هل غزوت العام الترك والروم؟ 
قُلْت: لا.
فَقَالَ: سلم منك الترك والروم , وَمَا سلم منك أخوك المسلم.
----------
-
تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 165(
-
الرسالة القشيرية - القشيري(1/ 292(

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق