الأحد، 30 أكتوبر 2022

المعاشرة وترك المعاسرة من أسباب رفع البلاء ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المعاشرة وترك المعاسرة من أسباب رفع البلاء

ومن حياة السلف نتعلم

العِشْرة: المخالطة. عاشَرَه مُعاشَرَة. واعْتَشَرُوا وتَعاشَروا: تخالطوا.

في المعرة يقولون عن الرجل أو المرأة إن كان في معاشرة سوء : ما بيتعاشر أو ما بتتعاشر ، والعشائر: القبائل. واحدها عشيرة. واشتقاقها من المعاشرة، وهي المصاحبة. يقال: فلان عشيري وشعيري: أي مصاحبي. وعشيرة المرأة: زوجها.

وقد قيل: لا تحمدنّ امرأ حتّى تجربه في معاملة أو سفر. وقيل: السفر ميزان القوم. وسمّي السفر سفرا لأنه يسفر عن الأخلاق المحمودة والمذمومة. وقال العطوي:

أكرم رفيقك حتّى ينقضي السفر ... إنّ الذي أنت موليه سينتشر

ولا تكن كلئام أظهروا ضجرا ... إن اللئام إذا ما سافروا ضجروا

وقد قيل : لكل شَيْء مَحل، وَمحل الْعقل مجالسة النَّاس.

قال طلحة بن عبيد الله بن قناش : كنت يوما في مجلس حديث وأنس، بحضرة سيف الدولة، أنا وجماعة من ندمائه، فأدخل إليه رجل، وخاطبه، ثم أمر بقتله، فقتل في الحال. وكان أسماء بن خارجة الغزاري يقول: ما غلبني أحد قط غلبة رجلٍ يصغي إلى حديثي. فالتفت إلينا، وقال: ما هذا الأدب السيّء، وما هذه المعاشرة القبيحة التي نعاشر ونجالس بها؟ كأنّكم ما رأيتم الناس، ولا سمعتم أخبار الملوك، ولا عشتم في الدنيا، ولا تأدّبتم بأدب دين ولا مروءة. قال: فتوهّمنا أنّه قد شاهد من بعضنا حالا يوجب هذا، فقلنا: كلّ الأدب إنّما يستفاد من مولانا أطال الله بقاءه- وهكذا كان يخاطب في وجهه- وما علمنا أنّا عملنا ما يوجب هذا، فإن رأى أن ينعم بتنبيهنا، فعل. فقال: أما رأيتموني، وقد أمرت بقتل رجل مسلم ، وإنّما حملتني عليه السطوة والسياسة لهذه الدنيا النكدة ، على الأمر به، طمعا في أن يكون فيكم رجل رشيد فيسألني العفو عنه، فأعفو، وتقوم الهيبة عنده وعند غيره، فأمسكتم حتى أريق دم الرجل، وذهب هدرا. قال: فأخذنا نعتذر إليه، وقلنا: لم نتجاسر على ذلك. فقال: ولا في الدماء؟ ليس هذا بعذر. فقلنا: لا نعاود. واعتذرنا حتى أمسك.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــ

التاج في أخلاق الملوك – الجاحظ (ص: 58)

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة – أبو علي التنوخي (1/ 143)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني (2/ 647)

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب - البطليوسي(1/ 131)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق