الأحد، 9 أكتوبر 2022

قيل : الحياة لا تساوي شيئا وشيئاً واحداً يساوي الحياة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

قيل : الحياة لا تساوي شيئا

وشيئاً واحداً يساوي الحياة

فهل من النعيم أن نعيش مع التَنْغِيصٌ وَسُوءُ السمعة ؟ ، وَهل تَعْدَّ الأيام التي تمر مِنَ حَيَاتنا مع فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ ذات قيمة .

زعموا أن بعض ملوك غسان كان يطلب في بطن من عاملة يقال لهم بنو ساعدة - وعاملة من قضاعة - ذحلاً، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك وسماك ابنا عمرو، فاحتبسهما عنده زمانا، ثم دعا بهما فقال: إني قاتل أحدكما، فأيكما اقتل؟ فجعل كل واحدٍ منهما يقول: اقتلني مكان أخي. فلما رأى ذلك قتل سماكاً وخلى سبيل مالك، فقال سماك حين ظن انه مقتول:

ألا من شجت ليلة عامده ... كما أبداً ليلة واحده

فأبلغ قضاعة إن جئتها ... وأبلغ سراة بني ساعده

وأبلغ نزاراً على نأيها ... فان الرماح هي العائدة

فأقسم لو قتلوا مالكاً ... لكنت لهم حيةً راصده

برأس سبيل على مرصدٍ... ويوماً على طرق وارده

أأم سماكٍ فلا تجزعي ... فللموت ما تلد الوالدة

وانصرف مالك إلى قومه فأقام فيهم ليالي، ثم إن راكباً مروا يسيرون وأحدهم يتغنى وهو يقول: فأقسم لو قتلوا مالكا ... الخ، فسمعت ذلك أم سماك فقالت: يا مالك قبح الله الحياة بعد سماك، اخرج في الطلب بأخيك، فخرج في الطلب به حتى لقي قاتله يسير في ناس من قومه فقال: من أحسن لي الجمل الأحمر؟ فقالوا له وعرفوه: لك مائة من الإبل فكف، فقال: لا أطلب أثراً بعد عين ، فأرسلها مثلاً، وحمل على قاتل أخيه فقتله .

وفي هذا البلاء قد لا يبالغ من قال إن لم تعد تساوي شيئا ، بعد عن الديار ، وفراق أحبة ، وهموم تصابحك حتى تمسيك .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا.

ــــــــــــــــ

الأدب الصغير – ابن المقفع (ص: 74)

أمثال العرب - الضبي(ص: 142)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق