صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
التاريخ
علم وفضيلة : لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ
عَنْ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا
تَسُبُّوا تُبَّعًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ»
تاريخ
العرب قبل الإسلام الموغل في القدم ، مضطرب ومشوش ، وتشوبه الأساطير ، إلا أن ما
ورد عند أهل الأخبار ينبئ عن حضارة ازدهت في أجزاء من شبه الجزيرة العربية وخاصة
في اليمن ، لتأتي المكتشفات الأثرية لا حقا لتأكد ما نقله الإخباريون العرب عن
ملوك حكموا اليمن وامتد حكمهم لمناطق شاسعة من العالم .
عُرِفَ
هؤلاء الملوك بالتبابعة وحدد المؤرخون فترة حكمهم بين 300 و 520 م وأحدهم تبع وتبع
بلغة اليمن الـ ( متبوع )
ولا
يقال تُبَع حتى ينقاد الى ملكه أهل الشِّحْر وحضرموت، فحينئذ يستحق أن يسمى تبّعا،
ومن تخلف عن ملكه سمي ملكا، ولم يطلق عليه اسم تُبَّع، وقد قال الله عز وجل في قصة
قريش وتفاخرها بقوتها وعددها: (أ هم خير أم قوم تبع- الآية) حين دخل الحرم فبعث
الله عليه الظلة، وإنما سمي تبعاً بمن تبعه، وكذلك حكي عن عبد الله بن العباس.
فاسعد
ابو كرب الحميري: وكان مؤمناً، وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث
بسبعمائة سنة، وقال:-
شَهِدْتُ
على أحمد أنه ... رسولٌ من الله باري النّسَمْ
فلو
مُدَّ عمري الى عمره ... لكنتُ وزيراً لهُ وابنَ عمْ
وألزِمُ
طاعتهُ كلَّ من ... على الأرض من عُرُب أو عجم
وهو
أول من كسا الكعبة الأنطاع والبُرُودَ، فلذلك يقول بعض حمير:-
وكسونا
البيت الذي عظم الل ... هُ مُلاءً مُقَصّبا وبُرُودا
وقد
كان تبع ابو كرب سار في الأرض، ووطيء الممالك وذللها، ووطيء أرض العراق في مُلك
الطوائف، وعميد الطوائف حينئذ جوذر بن سابور، فلقي ابو كرب ملكا من الطوائف يقال
له قباد، وليس بقباد بن فيروز من الساسانية، فانهزم قباد، وأتى تبع ابو كرب على
ملكه، وملك العراق والشام والحجاز وكثيراً من الشرق. وفي ذلك يقول تبع ويذكر ما
صنع:
ورَد
الملك تُبَّع وبنوه ... وَرّثوهم جدودهم والجدودا
إذ
جَنَبْنا جيادنا من ظفار ... ثم سرنا بها مسيراً بعيدا
فاستبحنا
بالخيل ملك قباد ... وابن أقلود قائماً مصفودا
فكسونا
البيت الذي حرم ... الله مُلَاءً مُقَصَّباً وبُرُودا
وأقمنا
به من الشهر عشرا ... وجعلنا لبابه إقليدا
ثم
طفنا بالبيت سبعاً وسبعاً ... وسجدنا عند المقام سجودا
حكى
القزويني أن شمر بن افريقيش بن أبرهة جمع جنوده خمسمائة ألف رجل، وسار نحو بلاد
الصين، فلما وصل إلى الصغد عصى عليه أهل تلك البلاد، وتحصنوا بسمرقند، فأحاط بها
من جميع الجهات وحاصرها، فلم يظفر بها. وسمع أن ملكها أحمق وله ابنة تدبر أمر
الملك، فأرسل إليها هدية عظيمة وقال: إني إنما قدمت هذه البلاد لأتزوج بك، ومعي
أربعة آلاف صندوق ذهباً وفضة أدفعها إليك وأمضي إلى الصين، فإن ملكت كنت امرأتي
وإن هلكت فالمال لك! فأجابته إلى ذلك فأرسل إليها أربعة آلاف صندوق فيها أربعة
آلاف رجل، ولسمرقند أربعة أبواب إلى كل باب ألف صندوق، وجعل العلامة بينهم ضرب
الجرس. فلما دخلوا باب المدينة ضربوا الجرس، فخرج الرجال وملكوا الأبواب حتى اتصل
بهم جنود شمر وملكوا المدينة ونهبوها، وقتلوا وهدموا فسميت شمركند، فعربته العرب
وقالوا: سمرقند.
ــــــــــــ
مسند
الإمام أحمد (37/ 519)
مروج
الذهب ومعادن الجوهر – المسعودي (2/ 88)
آثار
البلاد وأخبار العباد - القزويني(ص: 535)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق