الأحد، 23 أكتوبر 2022

مودود بْن التونتكين أحد أعلام الجهاد ضد الصلبيين ونهاية على يد الروافض

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مودود بْن التونتكين

أحد أعلام الجهاد ضد الصلبيين ونهاية على يد الروافض

من وعلى أكتاف ولاة مدينة الموصل انطلقت حملات الجهاد ضد الفرنجة ، وكان من أبرزهم مودود بْن التونتكين فحين وصلت طلائع الفرنجة الصلبيين إلى مشارف الجزيرة بدا واضحا أن ولاة الموصل سيلعبون دورا هاما في مواجهة هذا الخطر الجديد . كانت الطبيعة عاملا مساعدا لهم في ذلك . فالإمارات السلجوقية هي مصدر الأوامر التي يتلقها إمراء الموصل . وكان مودود من أبرز هؤلاء الولاة فقد حكم الموصل بين سنتي 502- 507 هـ 1108- 1113 م .

سار مودود برعيته سير العدل وكان التزامه بتعاليم الشرعية جلي للعيان ، وكان من ثمار سياته أن شاع الخير أركان ولاية الموصل . وكذلك كانت علاقته مع الحكام في الداخل يضحي ببعض أمواله وممتلكاته فوهب حران لأحد أمراء ديار بكر ولتعزيز الجبهة الداخلية عزز علاقته مع طغكتين أمير دمشق . إلا أن الأمر لم يخلو من الحسد ، وحتى لا يرتاب السلطان أرسل مودود زوجته وابنه ليعلنا الإخلاص للسلطان وبراءته من نسب إليه .

ومن أهم جولاته مع الصلبيين كانت الأولى 503 هـ 1109 م بعد أن أمره السلطان بالتحرك لقتال الصلبيين فشكل جبهة ضمت إيلغازي أمير ديار بكر التي تحرك على رأس قوة من التركمان وسكان القطبي وكانت الجهة مهاجمة الرها وهي من أهم إمارات أربعة أقامها الصليبيون . ولم يستفد بلدوين من استنجاده بملك القدس . كما تحرك طغتكين من دمشق نحو الفرات لمساندة القوات الإسلامية وتحرك رضوان أمير حلب لمهاجمة أنطاكية وترك المصريون لمهاجمة فلسطين انسحب الصليبيون من مواجهة القوات وكاد الهلاك يحيق بأمير الرها . وتم قتل وأسر عدد كبير من الفرجة

وكانت الجولة الثانية حين وصل وفد حلب إلى بغداد للدعوة إلى الجهاد وذلك بعد تمادي حكم حلب في إذعانه للصليبين ، والهزائم الكثيرة التي مني بها المسلمون وكذلك المواقع التي خسروها . فتشكل تحالف جديد قاده مودود من أحمديل حكم مراغة ، وأبي الهيجا صاحب أربيل ، وأرسل إيلغازي ديار بكر نيابة عنه . استولى المسلمون على عدد من المواقع الصليبية وعجزوا عن فتح الرها لحصانتها . وتمة رشوة أحمديل فانسحب وكان تحت إمرته جل جند المسلمين . استنجد رضوان بمودود في حلب فترك تل باشر وخسر قسطا من جنده بسبب متابعة الصليبيين له كما أن رضوان أغلق أبواب حلب أمامه .

في سنة 505 هـ قام بمحاولة فردية لتحرير الرها . بمساعدة الأرمن النصارى للخلاص من اضطهاد الفرنجة وتسليم المدينة إلا جوسلين اكتشف .

وفي سنة 506 هـ استنجد طغتكين بمودود لمساعدته ضد ملك فعبر الفرات متجها إلى دمشق إلا أن الصليبيين بزلوا عدد من المواقع لطغتكين لو زحف مودود ومع ذلك تم اللقاء وكانت معركة قرب طبرية انتصر فيها المسلمون . لم يرق للروافض ما يفعله مودود فاستغل أحدهم زيارته للجامع الأموي فَوَثَبَ باطني على مودود بن التونتكين وضربه بسكين، وَقتل الباطني وَأخذ رَأسه وَحمل مودود إِلَى دَار طغتكين وَكَانَ صَائِما واجتهدوا بِهِ أَن يفْطر فَأبى وَمَات من يَوْمه رَحمَه الله وَكَانَ خيرا عادلاً وَدفن بتربة دقاق ثمَّ نقل إِلَى بَغْدَاد فَدفن بجوار أبي حنيفَة ثمَّ نقل إِلَى أَصْبَهَان.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــ

الكامل في التاريخ (8/ 595)

تاريخ ابن الوردي (2/ 21)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي(35/ 26)

مقالة للدكتور عماد الدين خليل في مجلة الفيصل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق