الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

المعنق للموت - المنذر بن الخزرجي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بئر معونة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المعنق للموت - المنذر بن الخزرجي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

المنذر بْن عَمْرو بْن خنيس بْن حارثة الخزرجي الأَنْصَارِيّ ، وَهُوَ المعروف بالمعنق للموت. وبعضهم: يقول أعنق ليموت. شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا. وَكَانَ أحد السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحد النقباء الاثني عشر، وَكَانَ يكتب فِي الجاهلية بالعربية . وأمه هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ ، وَهِيَ أُخْتُ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ . شهد بدرا مع النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكان على ميسرة المسلمين . قدم عامر بْن مالك بْن جَعْفَر أَبُو براء ملاعب الأسنة الكلابي عَلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأهدى لَهُ فلم يقبل منه وعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فلم يسلم ولم يبعد وَقَالَ: لو بعثت معي نفرا مِن أصحابك إلى قومي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك. فَقَالَ: إني أخاف عليهم أهل نجد . فَقَالَ: أَنَا لهم جار إن يعرض لهم أحد. فبعث معه رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سبعين رجلا مِن الأنصار يسمون القراء وأمر عليهم المنذر بْن عَمْرو الساعدي. فلما نزلوا ببئر معونة. في شهر صفر السنة الرابعة للهجرة . وعسكروا بها وسرحوا ظهرهم وقدموا حرام بْن ملحان بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عامر بْن الطفيل فوثب عَلَى حرام فقتله واستصرخ عليهم بني عامر فأبوا وقالوا: لا يخفر جوار أَبِي براء. فاستصرخ عليهم قبائل مِن سليم عصية ورعلا وذكوان فنفروا معه ورأسوه. واستبطأ المسلمون حراما فأقبلوا فِي أثره فلقيهم القوم فأحاطوا بهم فكاثروهم فتقاتلوا فقتل أصحاب رسول الله. فلما أحيط بهم قَالُوا: اللهم إنا لا نجد مِن يبلغ رسولك منا السلام غيرك فأقرئه منا السلام. فأخبره جبرائيل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك فَقَالَ: وعليهم السلام. وبقي المنذر بْن عَمْرو فقالوا إن شئت آمناك. فأبى وأتى مصرع حرام فقاتلهم حتى قتل فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعنق ليموت . يعني أَنَّهُ تقدم عَلَى الموت وهو يعرفه. وَكَانَ فِي سرحهم بن أُميَّة وَرجل من الْأَنْصَار من بني عَمْرو بن عَوْف فَلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إِلَّا الطير تحوم على الْعَسْكَر فَقَالَا إِن لهَذَا الطير لشأنا فَأَقْبَلَا لينظرا فَإِذا الْقَوْم فِي دِمَائِهِمْ وَإِذا الْخَيل الَّتِي أَصَابَتْهُم واقفة فَقَالَ الْأنْصَارِيّ لعَمْرو بن أُميَّة مَاذَا ترى قَالَ أرى أَن نلحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنخبره فَقَالَ الْأنْصَارِيّ لكني مَا كنت لأرغب عَن موطن قتل فِيهِ هَؤُلَاءِ ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل وَرجع عَمْرو بن أُميَّة حَتَّى قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ الْخَبَر فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رعل وذكوان وَعصيَّة ثَلَاثِينَ صباحا . قالوا وأقبل أبو براء سائرا وهو شيخ كبيرهم فبعث من العيص ابن أخيه لبيد بن ربيعة بهدية فرس فرده النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا أقبل هدية مشرك فقال لبيد ما كنت أظن أن أحدا من مضر يرد هدية أبي براء فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قبلت هدية مشرك لقبلت هدية أبي براء قال فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به وكانت به الدبيلة فتناول النبي صلى الله عليه وسلم جبوبة من الأرض فتفل فيه ثم ناوله وقال دفها بماء ثم اسقها إياه ففعل فبرأ ويقال إنه بعث إليه بعكة عسل فلم يزل يلعقها حتى برأ فكان أبو براء يومئذ سائرا في قومه يريد أرض بلي فمر بالعيص فبعث ابنه ربيعة مع لبيد يحملان طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة ما فعلت ذمة أبيك قال ربيعة نقضتها ضربة بسيف أو طعنة برمح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فخرج ابن أبي براء فخبر أباه فشق عليه ما فعل عامر بن الطفيل وما صنع بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا حركة به من الكبر والضعف فقال أخفرني ابن أخي من بين بني عامر وسار حتى كانوا على ماء من مياه بلي يقال له الهدم فركب ربيعة فرسا له ولحق عامرا وهو على جمل له فطعنه بالرمح فأخطأ مقاتله وتصايح الناس فقال عامر بن الطفيل إنها لم تضرني إنها لم تضرني وقال ربيعة قضيت ذمة أبي براء .

ـــــــــــــ

الطبقات الكبرى – ابن سعد(8/ 397)

الثقات لابن حبان (1/ 239)

الاستيعاب في معرفة الأصحاب – النمري (4/ 1449)

تاريخ دمشق لابن عساكر (26/ 104)

المعنق : المسرع في المشي من العنق

جبوبة : قطعة صلبة من التراب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق