صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
الغَضَبُ
عند الكثيرين علامة رجولة
ويزداد
الأمر سوءا إن امتزج الغضب بالكِبَر وكان الغضب شكلا من التنصل من الحق وربما تحول
أحدهم في غضب إلى شكل من أشكال الفجور . وفي المعرة يقولون : الفاجر هجره ولا
فجوره . وكثير ما يكون الغضب تعبيرا عن الضعف واستكمالا للنقص في شخص الغاضب .
وأكثر من ذلك أنك إن خالفت أحدهم رأيه ثار وغضب .
عَنِ
الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ غَضَبًا؟ قَالَ:
«غَضَبُ اللَّهِ» . قَالَ: فَمَا يُبَاعِدُنِي عَنْ غَضَبِهِ؟ قَالَ: «لَا
تَغْضَبْ»
شتم
رجلا عمر بن ذرّ فقال له: يا هذا، لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنّي أمتّ
مشاتمة الرجال صغيرا ولن أحييها كبيرا، وإني لا أكافىء من عصى الله فيّ بأكثر من
أن أطيع الله فيه. وقال بعض المحدثين:
وإنّ
الله ذو حلم ولكن ... بقدر الحلم ينتقم الزّنيم
لقد
ولّت بدولتك الليالي ... وأنت معلق فيها ذميم
لما
قدم نصر بن منيع بين يدي الخليفة، وكان قد أمر بضرب عنقه، قال: يا أمير المؤمنين،
اسمع مني كلمات أقولها. قال: قل، فأنشأ يقول:
زعموا
بأن الصقر صادف مرة ... عصفور برّ ساقه التقدير
قيل
لما قدم نصر بن منيع بين يدي الخليفة المأمون وكان قد أمر بضرب عنقه قال يا أمير
المؤمنين اسمع مني كلمات أقولهن قال قل فأنشأ يقول:
زعموا
بأن الصقر صادف مرةً ... عصفور برٍّ ساقه المقدور
فتكلم
العصفور تحت جناحه ... والصقر منقضّ عليه يطير
ما
كنت خاميزاً لمثلك لقمةً ... ولئن شويت فإنني لحقير
فتهاون
الصقر المدلّ بصيده ... كرماً وأفلت ذلك العصفور
قال
فعفا عنه وخلي سبيله.
فالروية
سبيل من سبل رفع البلاء عنا وكشف الغمة التي نحن فيها
يا
رب فرج عن سوريا وأهل
ــــــــــــــ
مساوئ
الأخلاق للخرائطي (ص: 159)
عيون
الأخبار – ابن قتيبة (1/ 399)
ثمرات
الأوراق في المحاضرات (2/ 252)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق