الاثنين، 3 أغسطس 2020

كلٌ يدّعي التجارة مع الله وقليل هم الصادقون

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

كلٌ يدّعي التجارة مع الله وقليل هم الصادقون 

ومن السلف الصالح ومن تلاهم من الصالحين لنا أمثله منها إسماعيل بن عبيد الذي تاجر الله

سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه تاجر مع الله وسيدنا عبد الرحمن بن عوف تاجر رضي الله عنه تاجر مع الله . وكان عبد الرحمن - رضي الله عنه - لا يُعرف [من بين] عبيده. وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه ، قَالَ: بَيْنَمَا عَائِشَةُ فِي بَيْتِهَا إِذْ سَمِعَتْ صَوْتًا فِي الْمَدِينَةِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: فَكَانَتْ سَبْعَ مِائَةِ بَعِيرٍ، قَالَ: فَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ مِنَ الصَّوْتِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَبْوًا» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَقَالَ: إِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَدْخُلَنَّهَا قَائِمًا، فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا، وَأَحْمَالِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

ولا زال وسيبقى من ابتغى التجارة مع الله .حَدَّثَ فُرَاتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَرْسَلَ عَشَرَةً مِنَ التَّابِعِينَ، يُفَقِّهُونَ أَهْلَ إِفْرِيقِيَّةَ، مِنْهُمْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ، مَوْلَى الأَنْصَارِ، وَهُوَ صَاحِبُ سُوقِ مَسْجِدِ الأَحْبَاشِ، كَذَا، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: تَاجِرُ اللَّهِ كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَعْرُوفُ بِتَاجِرِ اللَّهِ، يُوَجِّهُ الْمُوَلَّدَاتِ وَالأَحْمَالَ إِلَى الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَوَجَّهَ رِفْقَةً كُلَّهَا لَهُ، فَخَرَجَ يُشَيِّعُهُمْ إِلَى قَصْرِ الْمَاءِ، فَسَمِعَ بُكَاءً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: هَؤُلاءِ الْمُوَلَّدَاتُ اللَّائِي وَجَّهْتَ يَبْكِينَ مَعَ أَبَائِهِنَّ وَأُمَّهَاتِهِنَّ وَأَخَوَاتِهِنَّ، فَبَكَى إِسْمَاعِيلُ، وَقَالَ: «إِنَّ دُنْيَا بَلَغَتْ بِي أَنْ أُفَرِّقَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، إِنَّهَا لَدُنْيَا سُوءٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَهَا أَبٌ، أَوْ أُمٌّ، أَوْ أَخٌ، أَوْ أُخْتٌ فِي هَذِهِ الرِّفْقَةِ، فَهِيَ حُرَّةٌ» ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ: فَأَنْزَلَ مِنَ الْمَحَاسِنِ سَبْعِينَ مُوَلَّدَةً. وكان يتجر ويجعل ثلث كسبه لله، ينفقه في وجوه الخير، وهو يمثل شخصية زهاد الدين الحنيف الأولين. فهو يعبد الله ويفقّه الناس في الدين، ويحفّظ الناشئة القرآن في كتّاب، وهو لا يعيش كلاّ أو عبئا على الدولة ولا عالة على الناس، بل يتجر ويكتسب من التجارة ما يقيم به أوده، ثم هو يقوم بالواجب الأكبر عليه للأمة: واجب الجهاد لأعدائها وأعداء دين الله، وبأخرة من حياته في القيروان حمل سيفه وخرج مجاهدا لإعلاء كلمة الله في صقلية وغرق في البحر المتوسط سنة 107 للهجرة. وبلغ ممن يدّعون التجارة مع الله أن بلغت قيمة لوح الثلج يوم الخميس 4000 ليرة سورية .تقف أمام أي بائع ولا ترتجي أن يرحمك بالثمن بل أن يحسن إليك بالنظر عساه أن يبتغي الصدقة بنظرة رحمة . يأخذ الثمن ونظر شزر وكأنه تصدق عليك فقط لأنه باعك 

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

مسند الإمام أحمد (41/ 337)

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (6/ 19)

طبقات علماء إفريقية – أبو العرب الأفريقي (ص: 20)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق