الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

م حجبنا الله عن النظر إليه في الدنيا

 م حجبنا الله عن النظر إليه في الدنيا

لقد ورد أننا نراه في الآخرة ، فلم لا في الدنيا . قيل لوجوه : أحدها الزيادة والشوق وقد قيل : سرور العودة على قدر طول الغياب . والثاني : لزيادة الخشية . والثالث : ليكون فضلا للمستدلين على الله على غيرهم . الرابع : لو كشف عنهم الحجاب حتى يشاهدوه في الدنيا لاشتغلوا بالنظر إلى جماله عن أنفسهم وعمارة الدنيا . امرأة العزيز أعطت النسوة كل واحدة سكينا وحبة كباد وقالت ليوسف اخرج عليهن وأمرتهم أن يقطعوا حبة الكباد فمن حسنه غابوا عن أنفسهن حتى قطعوا أيديهن بالسكاكين ولم يشعرن بالألم . فإذا كان هذا حصل لهن من نظرهن إلى مخلوق فما بظنك يحصل من النظر إلى جمال الخالق . والخامس : أنه لا يُرى الباقي بالفاني ولنعلم أن الله ليس بالمحجوب لأنه لو حجبه شيء لستره وهو تعالى ليس في جهة ولا مكان وإنما المحجوب أنت .
الكنز المدفون والفلك المشحون ص91 الجلال السيوطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق