م حجبنا الله عن النظر إليه في الدنيا
لقد
ورد أننا نراه في الآخرة ، فلم لا في الدنيا . قيل لوجوه : أحدها الزيادة والشوق
وقد قيل : سرور العودة على قدر طول الغياب . والثاني : لزيادة الخشية . والثالث :
ليكون فضلا للمستدلين على الله على غيرهم . الرابع : لو كشف عنهم الحجاب حتى
يشاهدوه في الدنيا لاشتغلوا بالنظر إلى جماله عن أنفسهم وعمارة الدنيا . امرأة
العزيز أعطت النسوة كل واحدة سكينا وحبة كباد وقالت ليوسف اخرج عليهن وأمرتهم أن
يقطعوا حبة الكباد فمن حسنه غابوا عن أنفسهن حتى قطعوا أيديهن بالسكاكين ولم يشعرن
بالألم . فإذا كان هذا حصل لهن من نظرهن إلى مخلوق فما بظنك يحصل من النظر إلى
جمال الخالق . والخامس : أنه لا يُرى الباقي بالفاني ولنعلم أن الله ليس بالمحجوب
لأنه لو حجبه شيء لستره وهو تعالى ليس في جهة ولا مكان وإنما المحجوب أنت .
الكنز
المدفون والفلك المشحون ص91 الجلال السيوطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق