الاثنين، 24 أغسطس 2020

إبليس ويهديك إلى الجنة

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

إبليس ويهديك إلى الجنة

وهل ذلك من المعقول عقلا ؟ أن أختار لنفسي العذاب الذي يبدأ ولا نهاية له، وأختار لسواي أي كان ، النعيم الذي لا زوال له.

ثم كيف لي أن أصدق وأنا أدّعي نعمة العقل أن تبغي الخير إلي وتتأخر أنت ؟! .

كان إبليس يعلم أن ما أمره به ربه هو الحق ؟ وكان اليهود يعلمون أن النبي هو الحق ؟ وغيرهم وغيرهم كثير . قال تعالى : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل:14) .

لقد باع البابوات صكوكا للجنة أيام الحروب الفرنجية أو ما سميت بالحروب الصليبية ، وكان الهدف أن تقتل أبناء الشرق. وكانوا يعلمون أنهم يسوقون أنفسهم ومن ناصرهم إلى جهنم . كانت قريش تعبد العُزّى، وهو حجر أبيض، حينا من الدهر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأوّل وعبدوا الآخر، فأنزل الله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) . فأمثال هؤلاء كما قال قتادة في قول الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) قال: لا يهوى شيئا إلا ركبه . لا يخاف الله.

واليوم ترى أناس  كالمريض العالم برديء الطعام والشراب وجيده ، ثم يحمله الشره وتلبية الشهوة على أكل رديئه وترك ما هو أقرب إلى النجاة والتخلص من علته.

ترى ألم يدمر الهوى بلادنا ؟ والعنوان كلٌ يعدد عيوب غيره لا طمعا في صلاحه بل رغبة في زواله وهو غارق في عيوب تحرق الأخضر قبل اليابس من الزرع . وقال ابن عباس رحمه الله: «الهوى إله معبود» .

وما أوصلنا للذي نحن فيه إلا الهوى واتباع غير الحق

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

البيان والتبيين (1/ 198)

تفسير الطبري (22/ 76)

كليلة ودمنة (ص: 62)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق