صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
إبليس ويهديك إلى الجنة
وهل ذلك من المعقول عقلا ؟ أن أختار لنفسي العذاب الذي
يبدأ ولا نهاية له، وأختار لسواي أي كان ، النعيم الذي لا زوال له.
ثم كيف لي أن أصدق وأنا أدّعي نعمة العقل أن تبغي الخير
إلي وتتأخر أنت ؟! .
كان
إبليس يعلم أن ما أمره به ربه هو الحق ؟ وكان اليهود يعلمون أن النبي هو الحق ؟
وغيرهم وغيرهم كثير . قال تعالى : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا
أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُفْسِدِينَ) (النمل:14) .
لقد
باع البابوات صكوكا للجنة أيام الحروب الفرنجية أو ما سميت بالحروب الصليبية ،
وكان الهدف أن تقتل أبناء الشرق. وكانوا يعلمون أنهم يسوقون أنفسهم ومن ناصرهم إلى
جهنم . كانت قريش تعبد العُزّى، وهو حجر أبيض، حينا من الدهر، فإذا وجدوا ما هو
أحسن منه طرحوا الأوّل وعبدوا الآخر، فأنزل الله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ
إِلَهَهُ هَوَاهُ) . فأمثال هؤلاء كما قال قتادة في قول الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) قال: لا يهوى شيئا إلا ركبه . لا يخاف الله.
واليوم
ترى أناس كالمريض العالم برديء الطعام
والشراب وجيده ، ثم يحمله الشره وتلبية الشهوة على أكل رديئه وترك ما هو أقرب إلى
النجاة والتخلص من علته.
ترى
ألم يدمر الهوى بلادنا ؟ والعنوان كلٌ يعدد عيوب غيره لا طمعا في صلاحه بل رغبة في
زواله وهو غارق في عيوب تحرق الأخضر قبل اليابس من الزرع . وقال ابن عباس رحمه
الله: «الهوى إله معبود» .
وما
أوصلنا للذي نحن فيه إلا الهوى واتباع غير الحق
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــ
البيان
والتبيين (1/ 198)
تفسير
الطبري (22/ 76)
كليلة
ودمنة (ص: 62)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق