الأربعاء، 26 أغسطس 2020

الكذب للنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كالكذب عليه


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الكذب للنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  كالكذب عليه

وقصيدة للسيدة المهندسة سيرين حمشو منتشرة تضمنت أموراً مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عرضت فيها قصةً من السيرة النبوية صيغت بأسلوب شعري وأدبي ، تتحدث عن خلاف حصل للنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  مع السيدة عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا ، ثم دخول سيدنا أبي بكر الصديق لحلِّ ذلك الخلاف .

قال العلماء إن صياغة مواقف نبوية وأحداثاً في السيرة النبوية بأسلوب شعري ونثر أدبي لا مانع منه . وأن المكتبة الإسلامية مليئة بالقصائد التي نقلت إلينا وبأمانة كقصيدة "البردة" لشرف الدين البوصيري . وسواها وقد كانت خالية من التقول على النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما لم يقله ولم يصدر عنه وإلا فإن هذا يدخل في الوعيد الذي قاله فيه صلى الله عليه وسلم في الذي كذب عليه : تقول صاحبة القصيدة

أن مصدر القصة هو مسند الإمام أحمد بن حنبل وهذا الذي أورده الإمام أحمد : عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا، أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، قَالَ [ص:342]: فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا: «أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ» ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا

 وهذا بعض ما جاء في القصيدة وهي غير موجودة في جميع الروايات التي نقلت القصة ، حتى هذه الرواية الضعيفة المنكرة فإنها خالية من هذه الزيادات منها : وطال هجري - والنبي صابر - والصلح خير من خصام واهي - قالت معاذ الله بل ارضى القدر - وهل ندعو عثمان ؟ قالت ومن يدريه ماذا كانا - وهل أدعو علياً : قالت أعوذ ان تك تقياً

وقامت الفتاة وقالت : أعرض عن اللجاج ، وقل صوابا واتق الخلاق ، وأحذر فإني أكره الشقاق .

أقسمت عليك بالله جاهدا دعها فإن كنت فيها شاهداً ، واترك أمر الخصام بيننا نقضيه صلحاً تحت سقف بيتنا

فانتبذت منه على شقاق -فابتسم النبي ثم قال : سبحان من يغير الأحوالا، قد كان ظهري حصنك الحصينا ، والآن أدعوك فلا ترضينا ، قال أبو بكر أتيت بعدها يأكل من خبز يدها ... وقلت والعتاب في عيوني : ألم أكن دعيت للخصام ، فكيف لا أدعى إلى الطعام ؟؟ وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أهلا سيد القضاة ، ومصلح الأزواج والزوجات ، أنت لنا في الحرب والسلام ، رفيق البدء والختام ) : وهذه الأمور المذكورة في القصيدة فيها منكرات وزيادات شنيعة : إعراض السيدة عائشة رضي الله عنها حينما يدعوها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعود يراها، أي خلق وتصرف للزوجة الصالحة مع خير البشر صلى الله عليه وسلم؟ !!

كذلك فقد طال هجرها والنبي صلى الله عليه وسلم صابر، ما هذا وأين ورد هذا؟ 

ج- توجيه اتهامات خارجة عن الأدب في حق النبي صلى الله عليه وسلم يستحيل أن تكون صادرة عن السيدة عائشة رضي الله عنها مثل : اللجاج والشقاق .

د- الكلام غير اللائق في خيرة الصحابة رضي الله عنهم :ففي عمر تقول: معاذ الله بل أرضى القدر. وفي عثمان: عثمان وما يدريه. وفي علي : أعوذ إن تك تقيا...

هـ - وهذا الكلام الأخير الطويل الموجود في آخر القصيدة الذي وجهه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لا يوجد في جميع الروايات 

ــــــــــ

مسند أحمد مخرجا (30/ 341)

    



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق